للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تكريره للتذكير به، وتأكيده، وقيل: إنّما كرَّره؛ تنبيهًا لليهود؛ لئلّا يغترُّوا بشرف آبائهم وعبارة الكرخي: وكرر تأكيدًا وزجرًا عمّا هم عليه، من الافتخار بالآباء، والاتكال على أعمالهم؛ أو لأنَّ الأمة في الآية الأولى للأنبياء، وفي الثانية لأسلاف اليهود والنصارى؛ أو لأنَّ الخطاب في تلك الآية لهم، وفي هذه الآية لنا. انتهت. والله أعلم.

الإعراب

{وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ٣٥)}.

{وَقَالُوا} الواو استئنافية، أو عاطفة {قالوا} فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، أو معطوفة على جملة قوله: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ ...} هو الخ. {كُونُوا هُودًا} إلى قوله: {قُلْ} مقولٌ محكيٌّ لقالوا، وإن شئت قلت: {كُونُوا} فعل أمر ناقص مبني على حذف النون، والواو اسمها {هُودًا} خبرها، والجملة في محل النصب مقول {قَالُوا} {أَوْ} حرف عطف وتفصيل {نَصَارَى} معطوف على {هُودًا}. {تَهْتَدُوا} فعل مضارع وفاعل مجزوم بالطلب السابق، والجملة جوابية لا محل لها من الإعراب {قُلْ} فعل أمر وفاعل مستتر يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والجملة مستأنفة {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ...} إلى آخر الآية: مقول محكي، وإن شئت قلت: {بَلْ} حرف عطف وإضراب {مِلَّةَ} مفعول به لفعل محذوف، تقديره: بل نتَّبع ملة إبراهيم، أو منصوب على الإغراء بتقدير الزموا، والجملة المحذوفة معطوفة على جملةٍ مقدّرةٍ قبلها، تقديرها: لا نتبع اليهودية، ولا النصرانية، بل نتّبع ملة إبراهيم، والجملة المقدرة مع ما عطف عليها في محل النصب مقول {قُلْ} {مِلَّةَ} مضاف {إِبْرَاهِيمَ} مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة {حَنِيفًا} حال من إبراهيم؛ لأنّ الملة كالجزء من إبراهيم، كما قال ابن مالك في "الخلاصة":

ولا تُجِزْ حالًا من الْمُضافِ لَه ... إِلَّا إِذَا اقْتَضَى الْمُضَافُ عَمَلَه