قوله:{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ...} الآية، مناسبة (١) هذه الآية لما قبلها: أن اليهود والنصارى قالوا: إن إبراهيم ومَن ذكر معه كانوا يهودًا أو نصارى، ذكروا ذلك طعنًا في الإِسلام؛ لأن النسخ عند اليهود باطل، فقالوا: الانتقال عن قبلتنا باطلٌ وسفَهٌ، فرد الله تعالى ذلك عليهم بقوله:{قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ...} الآية، فبين ما كان هداية وما كان سفهًا.
وحاصل ما ذكر في المناسبة: أن اليهود والنصارى زعموا أن إبراهيم والأنبياء الذين ذُكروا معه كانوا يهودًا أو نصارى، وقد كانت قِبْلةُ الأنبياء بيتَ المقدس، وكان - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة يستقبل بيت المقدس، فلما أمر - صلى الله عليه وسلم - بالتوجه إلى الكعبة المشرفة .. طعن اليهود في رسالته، واتخذوا ذلك ذريعةً للنيل من