للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الله سبحانه جلَّ وعلا:

{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٤٣) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤)}.

المناسبة

قوله: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ...} الآية، مناسبة (١) هذه الآية لما قبلها: أن اليهود والنصارى قالوا: إن إبراهيم ومَن ذكر معه كانوا يهودًا أو نصارى، ذكروا ذلك طعنًا في الإِسلام؛ لأن النسخ عند اليهود باطل، فقالوا: الانتقال عن قبلتنا باطلٌ وسفَهٌ، فرد الله تعالى ذلك عليهم بقوله: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ...} الآية، فبين ما كان هداية وما كان سفهًا.

وحاصل ما ذكر في المناسبة: أن اليهود والنصارى زعموا أن إبراهيم والأنبياء الذين ذُكروا معه كانوا يهودًا أو نصارى، وقد كانت قِبْلةُ الأنبياء بيتَ المقدس، وكان - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة يستقبل بيت المقدس، فلما أمر - صلى الله عليه وسلم - بالتوجه إلى الكعبة المشرفة .. طعن اليهود في رسالته، واتخذوا ذلك ذريعةً للنيل من


(١) البحر المحيط.