للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فعل .. أرشدهم إلى ما ينبغي أن يصدر منهم من الأقوال والأفعال التي تكون سببًا في الفوز والنجاة في الدار الآخرة، والقرب من الله سبحانه، والحظوة إليه.

قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما بين عظم شأن طاعة الله تعالى ورسوله، وأن من يراعيها .. فله الفوز العظيم، وأن من يتركها يستحق العذاب .. أردف عظم شأن ما تنال به تلك الطاعة من فعل التكاليف الشرعية، وأن حصولها عزيز شاق على النفوس، ثم بيان أن ما يصدر منهم من الطاعة، أو يكون منهم من إباء بعدم القبول والالتزام إنما يكون بلا جبر ولا إلزام.

أسباب النزول

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية. قال نزلت في الذين طعنوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - حين اتخذ صفية بنت حيي، وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: نزل في عبد الله بن أبي وناسٍ معه حين قذنوا عائشة، فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "من يعذرني من رجل يؤذيني، ويجمع في بيته من يؤذيني"، فنزلت الآية.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاج؛ لحاجتها، وكانت امرأةً جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، وإنه ليتعشى، وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر: كذا وكذا. قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: إنه قد أذن لكنَّ أن تخرجن لحاجتكن.

وأخرج ابن سعد في "الطبقات" عن أبي مالك قال: كان نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) لباب النقول.