قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر أنَّ من يؤذي مؤمنًا، فقد احتمل بهتانًا، وإثمًا مبينًا زجرًا لهم عن الإيذاء .. أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يأمر بعض المتأذِّين بفعل ما يدفع الإيذاء عنهم في الجملة، من التستر، والتميز بالزي، واللباس، حتى يبتعدوا عن الأذى بقدر المستطاع.
روي: أنه لما كانت الحرائر والإماء في المدينة يخرجن ليلًا لقضاء الحاجة في الغيطان، وبين النخيل بلا فارق بين الحرائر والإماء، وكان في المدينة فساق يتعرضون للإماء، وربما تعرضوا للحرائر، فإذا كلموا في ذلك .. قالوا: حسبناهن إماءً .. طلب من رسوله أن يأمر الحرائر أن يخالفن الإماء في الزي والتستر؛ ليتمايزن ويهبن، فلا يطمع فيهن طامع.
قوله تعالى:{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر حال هذه الفئات الثلاثة - أعني: المنافقين ومرضى القلوب، والمرجفين في الدنيا - وأنهم يلعنون ويهانون ويقتلون .. عطف على ذلك ذكر حالهم في الآخرة، فذكرهم بيوم القيامة، وبين ما يكون لهم في هذا اليوم العظيم.
قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر (١) فيما سلف أن من يؤذي الله ورسوله يلعنه الله في الدنيا والآخرة، ولا شك أن هذا في الإيذاء الذي يؤدي إلى الكفر، وقد حصره الله في النفاق، ومرض القلب، والإرجاف على المسلمين .. أعقب ذلك بإيذاء دون ذلك لا يورث الكفر، كعدم الرضا بقسمة النبي - صلى الله عليه وسلم - للفيء، ونهى الناس عنه أيضًا، وذكر أن بني إسرائيل قد آذوا موسى، ونسبوا إليه ما ليس فيه، فبرأه الله منه؛ لأنه ذو كرامة ومنزلة لديه، فلا يلحق به ما هو نقص فيه.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠)} الآية, هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما نهى عن إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول أو