واسترقت، وهي السيدة الشريفة عند أهلها، وتأليفًا لقومها حتى يدخلوا في كنف الإسلام، وينضووا تحت لوائه.
٧ - تزوَّج زينب بنت جحش الأسدية لإبطال عادة جاهلية كانت متأصلة عند العرب، وهي التبني، بتنزيل الدعيِّ منزلة الابن الحقيقيِّ، وإذ أراد الله سبحانه إبطال هذه العادة .. جعل رسوله - صلى الله عليه وسلم - أسوةً حسنةً في هذا، فسعى في تزويج زيد مولاه بعد أن أعتقه بزينب ذات الحسب والمجد، فأنفت هي وأخوها عبد الله، وأبت أن تكون زوجًا لدعيٍّ غير كفء، فنزل الله سبحانه:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} فرضيا بقضاء الله ورسوله، غير أنها كانت نافرة من هذا القرآن، مترفعة عن زيد، ضائقة به ذرعًا، فآثر فراقها، فسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الإذن في ذلك، فقال له:"أمسك عليك زوجك واتق الله"، وأخفى في نفسه ما الله مبديه من تزوجه منها بعد زيد، وخشي أن يقول الناس: تزوج محمد من زوجة زيد ابنه، ولما لم يبق لزيد فيها شيء من الرغبة .. طلَّقها، فتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - إبطالًا لتلك العادة، وهي إعطاء المتبنى حكم الابن، وقد تقدم تفصيل هذا في أثناء التفسير بشيء من البسط والإيضاح.
ومما سلف يستبين لك أن ما يتقوَّله غير المنصفين من الغربيين من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خول لنفسه ميزة لم يعطها لأحد من أتباعه، لا وجه له من الصحة، فإن زواجه بأمهات المؤمنين كان لأغراضٍ اجتماعية اقتضتها الدعوة، ودعا إليها حب النصرة، ولا سيما إذا علم أنَّه لم يتزوج بكرًا قط إلا عائشة، وأنه تزوج من أمهات من كن في سن الكهولة أو جاوزتها.
أسباب إباحة تعدد الزوجات في الإِسلام
يجدر بذوي الحصافة في الرأي أن ينظروا إلى الأسباب التي دعت أن يبيح الإِسلام تعدد الزوجات، دون أن ينقموا عليه ذلك، ويرموه بالقسوة، فإن في بعضها ما هو موجب للتعدد، لا مجيز له فحسب، وهاك أهم الأسباب:
١ - قد تصاب المرأة أحيانًا بمرض مزمن، أو مرض معد يجعلها غير قادرة على القيام بواجبات الزوجية، فيضطر الرجل إلى أن يقترف ما ينافي الشرف والمروءة، ويغضب الله ورسوله إن لم يبح له أن يتزوج أخرى.