للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٢ - دل الاستقراء على أن عدد النساء يربو على عدد الرجال، لما يعانيه هؤلاء من الأعمال الشاقة التي تنهك القوى، وتضوي الأجسام، ولا سيما الحروب الطاحنة، فإذا منع التعدد .. لا يجد بعض النساء أزواجًا يحصنونهن ويقومون بشؤونهن، فيكثر الفساد، ويلحق الأسر العار، وتعضهن الحياة بأنيابها.

٣ - حضت الشريعة الإِسلامية على كثرة النسل؛ لتقوى شوكة الإِسلام، وتعلو سطوته، وتنفذ كلمته، حتى ترهبه الأعداء، وتتقيه الأمم المناوئة له، ولا يمكن الوصول إلى ذلك إلا بإباحة تعدد الزوجات؛ لأن المنع مفض إلى تناقص النسل، ولا أدل على ذلك من أن عقلاء الأمم في الغرب أشفقوا على أممهم لما اعتراها من نقص في النسل بسبب منع التعدد من ناحية، وإحجام كثير من شبانهم عن الزواج، والاجتزاء بالسفاح فرارًا من حقوق الزوجية، وأعباء الأولاد من ناحية أخرى، ومن ثمَّ لجأ كثير من الدول الغربية إلى اربتاط بعضهم ببعض بالحلف والعهود والمواثيق، طلبًا لنيل فائدة التكاثر، وبذلك تبقى لهم السيادة الدولية.

٤ - دل الإحصاء في كثير من البلاد الغربية على أنَّ حظر تعدد الزوجات أدى إلى كثرة الأولاد غير الشرعيين، مما حدا بعض المفكِّرين إلى النظر في توريثهم.

٥ - كان من نتائج منع التعدد انتشار كثير من الأمراض الفتاكة التي أصابت الرجال والنساء والأطفال، حتى عجز الطب عن مكافحتها، وتغلغل الداء، وعز الدواء، مما جعل بعض البلاد تسن القوانين التي تمنع عقد الزواج إلا بعد إحضار صك رسميِّ بخلو الزوجين من الأمراض المعدية، والأمراض التي تجعل النسل ضعيفًا ضاويًا، لا يستطيع الكفاح في الحياة.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *