{آيَةٌ}؛ أي: علامة دالة على وجود الله ووحدانيته، وقدرته على إيجاد الغرائب والعجائب. {جَنَّتَانِ}؛ أي: بستانان.
{عَنْ يَمِينٍ} واليمين في الأصل: الجارحة، وهي أشرف الجوارح لقوتها، وبها تعرف من الشمال وتمتاز عنها. {وَشِمَالٍ}: ضد اليمين. {فَأَعْرَضُوا}؛ أي: انصرفوا عن شكر هذه النعم، يقال: أعرض: إذا أظهر عرضه؛ أي: ناحيته.
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ} الإرسال: مقابل الإمساك، والتخلية، وترك المنع.
{سَيْلَ الْعَرِمِ} السيل: أصله مصدر، كالسيلان بمعنى: فاض الوادي ماء، وجعل اسمًا للماء الذي يأتيك ولم يصبك مطره، والعرم: من العرامة، وهي الشدة والصعوبة، يقال: عَرَم، كنصر وضرب وكرم وعلم عرامةً وعرامًا بالضم، فهو عارم وعرم: إذا اشتد، وعرم الرجل إذا شرس خلقه؛ أي: ساء وصعب، وأضاف السيل إلى العرم؛ أي: الصعب، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته، بمعنى: سيل المطر العرم، أو الأمر العرم، وقيل: العرم بفتح أوله وكسر ثانية، جمع: عرمة، كذلك مثل كلم وكلمة، وهي الحجارة المركومة، كخزّان أسوان في وادي النيل لحجز المياه جنوبيّ النيل، وقيل: اسم للجرذ؛ أي: الخلد: نوع من الفئران، وقيل: المطر الشديد، وقيل: اسم للوادي، وقيل: غير ذلك من الأقوال المتلاطمة، ولن تجد كلمة اختلف فيها المفسرون كهذه الكلمة، واختار الجلال منها أن يكون العرم جمع عرمة، وهو ما يمسك الماء من بناء وغيره إلى وقت حاجته، وهذا ما نعبّر عنه اليوم بالسدود، وهو أولى ما تفسَّر به الآية، وقد يحدث تصدّع السدود وانهيارها بأسباب مختلفة.
{وَبَدَّلْنَاهُمْ} والتبديل: جعل الشيء مكان آخر، والباء تدخل على المتروك، كما هو القاعدة المشهورة.
{ذَوَاتَيْ أُكُلٍ} مثنى: ذوات أو ذات، ولفظ ذوات مفرد؛ لأن أصله: ذوية، فالواو عين الكلمة والياء لامها؛ لأنه مؤنث ذو وذو أصله: ذوي، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها .. قلبت الفًا، فصار: ذوا، ثم حذفت الواو تخفيفًا، فعندما يراد تثنيته يجوز أن ينظر إلى لفظه الآن، فيقال: ذاتان، ويجوز أن ينظر إلى أصله،