قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر أن المشركين هم أهل النار يوم القيامة، وأنه يقال لهم يومئذ: ذوقوا عذابها الذي كنتم به تكذبون .. أعقب ذلك بذكر ما لأجله استحقوا هذا العذاب، وهو صدهم عن دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقولهم في القرآن: إنه إفك مفترى، وأنه سحر واضح لا شك فيه، وقد كان فيما حل بالأمم قبلهم مزدجر لهم لو أرادوا، فقد بلغوا من القوة ما بلغوا، وحين أرسل إليهم الرسل كذبوهم، فأخذوا أخذ عزيز مقتدر، ثم أنذرهم سوء عاقبة ما هم فيه، وأوصاهم، بأن يشمروا عن ساعد الجد طلبًا للحق، متفرقين اثنين اثنين، وواحدًا واحدًا، ثم يتفكروا ليعلموا أن صاحبهم ليس بالمجنون، بل هو نذير لهم يخوفهم بأس الله وعذابه الشديد يوم القيامة، وقد كان لهم من حاله ما يرغبهم في دعوته، فهو لا يطلب منهم أجرًا، ولا يريد منهم جزاء، وإنما مثوبته عند ربه المطلع على كل شيء، ثم أبان لهم أن الحق قد وضح، وجاءت أعلام الشريعة. كفلق الصبح نورًا وضياءً، ولا