يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ} لتحريك عرق العصبية منهم مبالغة في تقريرهم على الشرك، وتنفيرهم عن التوحيد.
ومنها: الإظهار في موضع الإضمار في قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} إظهارًا للغضب عليهم، ودلالة على أن هذا القول لا يجترىء عليه إلا المتمادون في الكفر، المنهمكون في الغي والباطل، وكان التركيب أن يقال: وقالوا؛ لتقدم المرجع، وفيه تكرار الفعل، وهو قولهم دلالة على الإنكار عليهم.
ومنها: زيادة {مِنْ} الاستغراقية في قوله: {مِنْ كُتُبٍ} لتأكيد النفي.
ومنها: إيراد {كُتُبٍ} بصيغة الجمع تنبيهًا على أنه لا بد لمثل تلك الشبهة من نظائر الأدلة.
ومنها: الطباق بين {مَثْنَى}{وَفُرَادَى} فهو طباق بديع أُتي به احترازًا من القيام جماعة؛ لأن في الاجتماع تشويشًا للخواطر.
ومنها: الاستعارة في قوله: {بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} استعار لفظ اليدين لما يكون من الأهوال والشدائد أمام الإنسان.
ومنها: الكناية في قوله: {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} فإنه كناية عن زهوق الباطل ومحو أثره؛ لأنه إذا هلك لم يكن له إبداء ولا إعادة.
ومنها: التعبير بالماضي عن المستقبل في قوله: {إِذْ فَزِعُوا}؛ لأن المستقبل بالنسبة إلى الله تعالى كالماضي في تحققه.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} شبه طلبهم ما لا يكون، وهو أن ينفعهم إيمانهم في ذلك الوقت، كما ينفع المؤمنين إيمانهم في الدنيا بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة، كما يتناوله الآخر من مقياس ذراع تناولًا سهلًا لا تعب فيه في الاستحالة.
ومنها: الاستعارة التمثيلية أيضًا في قوله: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} تقريرها: أنه شبه حالهم في ذلك؛ أي: في قولهم آمنا به؛ حيث لا ينفعهم الإيمان, بحال من رمى شيئًا من مكان بعيد، وهو لا يراه، فإنه لا يتوهم إصابته، ولا لحوقه لخفائه عنه، وغاية بعده.