للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَتُثِيرُ سَحَابًا}؛ أي: تهيجه وتنشره بين السماء والأرض لإنزال المطر، فإنه مزيد ثار الغبار إذا هاج وانتشر ساطعًا كما مر.

والسحاب: جسم يملؤه الله تعالى ماء كما شاء، وقيل: بخار يرتفع من البحار والأرض فيصيب الجبال فيستمسك ويناله البرد، فيصير ماء وينزل، وأصل السحب الجر كسحب الذيل والإنسان على الوجه، ومنه السحاب لجره الماء.

{فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ} والبلد: المكان المحدود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه، ولاعتبار الأثر، قيل: بجلده بلد؛ أي: أثر، والبلد الميت هو الذي لا نبت فيه قد اغبر من القحط.

قال الراغب: الموت يقال بإزاء القوة النامية الموجودة في النبات.

وفي "المصباح": البلد يذكر ويؤنث، والبلدة البلد، وتطلق البلد والبلدة على كل موضع من الأرض عامرًا كان أو خلاءً، وفي التنزيل: {إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ}؛ أي: إلى أرض ليس بها نبات ولا مرعى، فيخرج ذلك بالمطر فترعاه أنعامهم، فأطلق الموت على عدم النبات والمرعى، وأطلق الحياة على وجودهما، وميت وميت بمعنى واحد، قاله محمد بن يزيد وأنشد:

لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْترَاحَ بِمَيْتٍ ... إِنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ

إِنَّمَا الْمَيْتُ مَنْ يَعِيْشُ كَئِيْبًا ... كَاسِفًا بَالُهُ قَلَيْلَ الرَّجَاءِ

ويرى بعضهم: أن الميت بالتخفيف هو الذي مات، والميت بالتشديد والمائت هو الذي لم يمت بعد، وأنشد:

وَمَنْ يَكُ ذَا رُوحٍ فذَلِكَ مَيِّتُ ... وَمَا المَيْتُ إِلَّا مَنْ إِلىَ القَبْرِ يُحْمَلُ

والمراد أنه لا نبات فيه.

{كَذَلِكَ النُّشُورُ} والنشور إحياء الأموات يقال: نشر الله الميت وأنشره؛ أي: أحياه.

{يُرِيدُ الْعِزَّةَ} أي: الشرف والمنعة، قال الراغب: العز حالة مانعة للإنسان من أنه يغلب من قولهم أرض عزاز؛ أي: صلبة.

{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} والصعود: الذهاب في المكان العالي، استعير لما