للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكثير، ويقال للمتوسع في العلم: بحر.

وفي "القاموس": البحر: الماء الكثير عذبًا أو ملحًا، وقال بعضهم: البحر في الأصل يقال للملح دون العذب، فقوله: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ ...} الخ. إنما سمي العذب بحرًا لكونه مع الملح، كما يقال للشمس والقمر: قمران.

{هَذَا عَذْبٌ}؛ أي: حلو لذيذ طعمه، {فُرَاتٌ}؛ أي: كاسر للعطش، مزيل له، وقيل: فرات فعال يقال للواحد والجمع، وفي "القاموس": وفرت الماء، ككرم فروتة إذا عذب، {سَائِغٌ شَرَابُهُ}؛ أي: سهل انحداره لخلوه مما تعافه النفس، يقال: ساغ الشراب: سهل مدخله، والشراب ما يشرب، والمراد هنا: الماء.

{وَهَذَا مِلْحٌ}؛ أي: ذو ملوحة وحرارة.

{أُجَاجٌ}؛ أي: شديد الملوحة والحرارة، وفي "القاموس": وأج الماء أجوجًا بالضم يأجج كيسمع ويضرب وينصر إذا اشتدت ملوحته، وتقول: هجير أجاج للشمس فيه مجاج، وهو لعاب الشمس، وماء أجاج يحرق بملوحته. {مَوَاخِرَ}؛ أي: شواق للماء حين جريانها، يقال: سفينة ماخرة: إذا جرت تشق الماء مع صوت، والجمع: المواخر، كما في "المفردات".

{مِنْ قِطْمِيرٍ} القطمير: القشرة البيضاء الرقيقة التي تكون بين التمرة والنواة، وقيل: هي النكتة في ظهرها، واعلم أن في النواة أربعة أشياء يضرب بها المثل في القلة الفتيل، وهو ما في شق النواة، والقطمير وهو اللفافة المذكورة، والنقير وهو ما في ظهرها، والشفروق وهو ما بين القمع والنواة، وقال الجوهري: ويقال: هو النكتة البيضاء التي في ظهر النواة تنبت منها النخلة، وكلها مذكور في القرآن إلا الأخير، كما ذكرناه في أوائل الكتاب.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ