قلت: إذا وقعت الواو في النفي .. قرئت بها لتأكيد معنى النفي، انتهي.
وقد كررت {لا} هنا خمس مرات اثنين في الأولى {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠)}، واثنين في الثانية {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (٢١)}، وواحدة في الثالثة {وَلَا الْأَمْوَاتُ}، فالزيادة في عبارتهم شاملة لأصل زيادتها كالأولى من الجملة الأولى، ولتكريرها كالثانية منها. اهـ شيخنا. والحي: من به القوة الحساسة، والميت: من زال عنه ذلك.
{وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} جمع: قبر، وهو مقر الميت، يقال: قبرته جعلته في القبر.
{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ} الأمة: الجماعة الكثيرة، وتقال لكل أهل عصر, والمراد بها هنا: أهل العصر، فإن قيل: كم من أمة في الفترة بين عيسى ومحمد لم يرسل إليها رسول ينذرها؟
أجيب: بأن آثار النذارة إذا كانت باقية لم تخلُ من نذير إلى أن تندرس، وحين اندرست آثار نذارة عيسى بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم -. اهـ "خطيب" و"خازن".
وهذا يقتضي أن أهل الفترة مكلفون لبقاء آثار الرسل المتقدمة فيهم. تأمل فالمسألة خلافية.
{إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} قال الراغب: الخلاء: المكان الذي لا ساتر في من بناء وساكن وغيرهما، والخلو يستعمل في الزمان والمكان، لكن لما تصور في الزمان المضي .. فسر أهل اللغة قولهم خلا الزمان بقولهم: مضى وذهب انتهي.
{وَبِالزُّبُرِ}: جمع زبور بمعنى المكتوب من: زبرت الكتاب كتبته كتابة غليظة، وكل كتاب غليظ الكتابة يقال له زبور، كما في "المفردات". {ثَمَرَاتٍ} جمع ثمرة، وهي اسم لكل ما يطعم من أحمال الشجر. {جُدَدٌ} - بالضم والفتح -: جمع جدة بالضم، وهي الطرق المختلفة الألوان في الجبل وغيره، كما مر.
{غَرَابِيبُ} جمع غربيب كعفاريت جمع عفريت، وهو شديد السواد، يقال: أسود غربيب، وأبيض يقق، وأصفر فاقع، وأحمر قان، وفي الحديث:"إن الله يبغض الشيخ الغربيب" يعني: الذي يخضب بالسواد. وقال امرؤ القيس في وصف فرسه: