{سُودٌ} جمع أسود، {وَالدَّوَابِّ} جمع دابة، وهي ما يدب على الأرض من الحيوان، وغلب على ما يركب من الخيل والبغال والحمير، ويقع على المذكر. {وَالْأَنْعَامِ}: جمع نعم محركة، وقد يسكن عينه: الإبل والبقر والضأن والمعز دون غيرها، فالخيل والبغال والحمير خارجة عن الأنعام.
{سِرًّا وَعَلَانِيَةً} والعلانية: ضد السر، وهي الإظهار، وأكثر ما يقال ذلك في المعاني دون الأعيان، يقال: أعلنته فعلن؛ أي: أظهرته فظهر.
{تِجَارَةً} والتجارة في العرف: تقليب المال لغرض الربح، والمراد من التجارة هنا: المعاملة مع الله لنيل الثواب، والتاجر الذي يبيع ويشتري وعمله التجارة وهي التصرف في رأس المال طالبًا للربح، وليس في كلامهم تاء بعدها جيم غير هذه اللفظة، وأما تجاه فأصله وجاه وتجوب، فالتاء فيه للمضارعة.
{لَنْ تَبُورَ}: البوار: فرط الكساد، والوصف منه: بائر، ولما كان فرط الكساد يؤدي إلى الفساد .. عبر بالبوار عن الهلاك مطلقًا، ومن الهلاك المعنوي ما في قولهم: خذوا الطريق ولو دارت، وتزوجوا البكر ولو بارت، واسكنوا المدن ولو جارت. {أُجُورَهُمْ} جمع أجر، والأجر ثواب العمل.
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ} قال الراغب: الوراثة: انتقال قينة إليك عن غيرك من غير عقد ولا ما يجري مجرى العقد، وسمي بذلك المنتقل عن الميت، ويقال لكل من حصل له شيء من غير تعب: قد ورث كذا انتهى.
{الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} والاصطفاء في الأصل: تناول صفو الشيء وخالصه.
{وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ}؛ أي: عامل به تارة، ومخالف له أخرى، وإنما قال مقتصد بصيغة الافتعال؛ لأن ترك الإنسان للظلم في غاية الصعوبة.
{وَمِنْهُمْ سَابِقٌ}؛ أي: متقدم إلى ثواب الله سبحانه، راجع دخول جنته، وأصل السبق: المتقدم في السير، ويستعار لإحراز الفضل كما هنا.
{بِالْخَيْرَاتِ}؛ أي: بسبب ما يعمل من الخيرات والأعمال الصالحة، والخير كل ما يرغب فيه الكل، كالعقل والعدل والفضل والشيء النافع، وضده: الشر.