ومنها: الاستفهام التقريري في قوله: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ}؛ لأن همزة الإنكار إذا دخلت على حرف النفي أفادت التقرير, لأنه في معنى: عمرناكم، نظيره قوله:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ لأنه في معنى: قد شرحنا صدرك، ولا تغتر بما ذكره أكثر المفسرين هنا من أن الاستفهام إنكاري؛ لأنه غير صواب، والله أعلم.
ومنها: التهكُّم في قوله: {فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} مثل قوله: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
ومنها: المجاز المرسل في قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}؛ أي: خطرات القلوب، ففيه إسناد ما للحال إلى المحل؛ لأن الصدور محل القلوب، فالإضافة فيه لأدنى ملابسة.
ومنها: التكرير في قوله: {وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا} لزيادة التشنيع والتقبيح على من كفر بالله تعالى، وللتنبيه على أن اقتضاء الكفر لكل واحد من الأمرين الهائلين القبيحين بطريق الاستقلال والأصالة.
ومنها: التنكير للتعظيم في كل من الأمرين؛ أي: مقتًا عظيمًا ليس وراءه خزي وصغار، وخسارًا عظيمًا ليس وراءه شرٌّ وتبار.
ومنها: الاستفهام الإنكاري للتوبيخ في قوله: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}، وكذلك قوله:{أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ}.
ومنها: الكناية في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}؛ لأنه كناية عن حفظهما؛ لأن الإمساك في الأصل: التعلق بالشيء، فكنى به عن الحفظ.
ومنها: ائتلاف اللفظ مع المعنى في قوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}، وهو أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضًا، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها غير لائقة بمكانها؛ لأنه كانت هنا جميع الألفاظ المجاورة للقسم كلها من المستعمل المتداول فيه.
ومنها: إرسال المثل في قوله: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} قال كعب الأحبار لابن عباس في التوراة: من حفر حفرة لأخيه وقع فيه، فقال له ابن عباس: إنا وجدنا هذا في كتاب الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}.