للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكلي عن السوء على أن تكون الجملة إخبارًا من الله بالتنزه. والمعنى: تنزه تعالى بذاته عن كل ما لا يليق به تنزهًا خاصًا. ومن هو خالق الأصناف والأنواع كيف يجوز أن يشرك به ما لا يخلق شيئًا؟، بل هو مخلوق عاجز. اهـ من «الروح».

{نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ} أصل السلخ: كشط الجلد عن الشاة ونحوها، واستعمل هنا في كشف الضوء من مكان الليل، وملقى ظله. ومعنى {نَسْلَخُ}: نفصل، يقال: سلخ جلد الشاة إذا كشطه عنها، وأزاله. وفي معاجم اللغة: سلخ يسلخ من باب نصر وفتح سلخًا، وسلخ الخروف كشط جلده، وسلخت المرأة درعها نزعته، وسلخت الحية انكشفت عن سلختها، وسلخها قشرها. فاستعير السلخ هنا لإزالة الضوء، وكشفه عن مكان الليل وملقى ظله.

{لِمُسْتَقَرٍّ لَها}؛ أي: حول مستقر لها، وهو مركز مدارها. تقدير العزيز والتقدير: تبيين كمية الشيء. وتقدير الله الأشياء على وجهين:

أحدهما: بإعطاء القدرة.

والثاني: أن يجعلها على مقدار مخصوص، ووجه مخصوص حسبما اقتضته الحكمة.

{مَنازِلَ}: جمع منزل، وهو المسافة التي يقطعها القمر في يوم وليلة. {حَتَّى عادَ}؛ أي: صار في أواخر سيره، وقربه من الشمس. {كَالْعُرْجُونِ} في رأي العين. والعرجون: هو العود الذي عليه الشماريخ، فإذا أتي عليه الحول تقوّس، ودقّ، واصفرّ. قال أعشى بني قيس:

شرق المسك والعبير بها ... فهي صفراء كعرجون القمر

والعرجون: بضم العين، ويقال له أيضًا: العرجد، والعرجد بتشديد الدال، أصل العذق الذي يعوج ويبقى على النخل يابسًا بعد أن تقطع عنه الشماريخ، والجمع عراجين. وقال الزجاج: هو فعلون من الانعراج، وهو الانعطاف، والاعوجاج. والشماريخ جمع شمراخ، والشمراخ كالشمروخ بالضم: عيدان