ومنها: تنزيل غير العقلاء منزلتهم في قوله: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} بدل يسبح. فقد عبر عن الشمس، والقمر، والكواكب، بضمير جمع المذكر تنزيلًا لها منزلة العقلاء. والذي سوّغ ذلك وصفهم بالسباحة؛ لأنها من صفات العقلاء.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {يَسْبَحُونَ} فإنه استعار المر السريع في الماء، لمر النجوم في الفلك، المعبر عنه عرفًا بالدوران.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} فقد استعار الرقاد للموت، والجامع بينهما عدم ظهور الفعل في كل؛ لأن كلا من النائم والميت لا يظهر فيه فعل. والمراد: الفعل الاختياري المعتد به، فلا يرد أن النائم يصدر منه فعل. وإنما قلنا: إنها أصلية؛ لأن المرقد مصدر ميمي، كما تقدم. وأما إذا جعلناه اسم مكان فتكون الاستعارة تبعية.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ}؛ أي: تقول لهم الملائكة أو المؤمنون: هذا ما وعدكم به الرحمن.
ومنها: الطباق في قوله: {قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا}.
ومنها: الاستفهام الإنكاري الذي يراد به التهكم في قوله: {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ}.
ومنها: التنكير في قوله: {تَوْصِيَةً} لغرض التعميم؛ أي: في شيء من أمورهم.
ومنها: التعبير بصيغة الماضي في قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} للدلالة على تحقق الوقوع.