{عَلَى الْأَرائِكِ} جمع أريكة، وهي كسفينة سرير في حجلة، والحجلة محركة موضع يزين بالثياب والستور للعروس، كما في «القاموس». وقيل: الفرش الكائن في الحجلة، بفتحتين أو بسكون الجيم مع ضم الحاء، وقيل مع كسرها، والمراد: نحو قبة تعلق على السرير، وتزين به العروس. {مُتَّكِؤُنَ} من الاتكاء، وهو الاعتماد.
{وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ}؛ أي: يطلبون مضارع ادعى بوزن افتعل الشيء إذا فعله لنفسه من دعا يدعو بمعنى طلب. وقد أشرب هنا معنى التمني، ومن مجيء الادعاء بمعنى التمني، كما قال في «تاج المصادر» قولهم: ادع علي ما شئت، بمعنى: تمنه علي. والمعنى هنا: ولهم ما يتمنونه من ربهم. وأصل {يَدَّعُونَ} يدتعيون على وزن يفتعلون، استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى ما قبلها، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار يدتعون، ثم أبدلت التاء دالا وأدغمت الدال في الدال فصار يدعون، اهـ زاده. وقيل: افتعل بمعنى تفاعل؛ أي: ما يتداعونه.
{وَامْتازُوا الْيَوْمَ}؛ أي: انفردوا، وابتعدوا عن المؤمنين. يقال: مازه عنه يميزه ميزًا؛ أي: عزله ونحاه. فامتاز والتمييز: الفصل بين المتشابهات. {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} والعهد: الوصية، وعرض ما فيه خير ومنفعة. {أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ} وعبادة الشيطان كناية عن عبادة غير الله تعالى، من الآلهة الباطلة، وأضيفت إلى الشيطان، لأنه الآمر بها، والمزين لها.
{جِبِلًّا} والجبل: الجماعة العظيمة من الخلق، أقلها عشرة آلاف، والكثير الذي لا يحصيه إلا الله تعالى. ويقال فيه: جبلًا بكسر الجيم والباء وتشديد اللام كسجل، وجبلًا بضم الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام، وجبلا بكسر وسكون الباء. وهذه اللغات في الجبل بمعنى الخلق.
{اصْلَوْهَا}؛ أي: ذوقوا حرها. يقال: صلى اللحم كرمى يصليه صليا شواه وألقاه في النار، وصلى النار قاسى حرها، وأصله: اصليوها، فأعل كاخشوا. وهو أمر تنكيل وإهانة.