وروي في بعض التفاسير: أن قومه آمنوا، فسألوه أن يرجع إليهم، فأبى يونس، لأن النبي إذا هاجر لم يرجع إليهم مقيمًا فيهم. وروي: أنه لما استيقظ فوجد أنه قد يبست الشجرة، فأصابته الشمس حزن كذلك حزنًا شديدًا، فجعل يبكي فبعث الله إليه جبرائيل وقال: قل له: أتحزن على شجرة لم تخلقها أنت ولم تنبتها ولم تربها؟ وأنا الذي خلقت مئة ألف من الناس أو يزيدون، تريد مني أن أستأصلهم في ساعة واحدة وقد تابوا، وتبت عليهم، فأين رحمتي يا يونس؟ وأنا أرحم الراحمين.
{فَلَمَّا بَلَغَ} الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت دعاءَهُ لنا، وتبشيرنا إياه وأردت بيان عاقبة الولد .. فأقول لك: لما بلغ. {لما}: اسم شرط غير جازم، في محل نصب على الظرفية الزمانية {بَلَغَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على الغلام. والجملة فعل شرط لـ {لما}، في محل جر بالإضافة. {مَعَهُ}: ظرف ومضاف إليه، والظرف متعلق بمحذوف حال من فاعل بلغ؛ أي: حالة كون الغلام مصاحبًا لأبيه، {السَّعْيَ}: مفعول به، {قالَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على إبراهيم. والجملة جواب لما، لا محل لها من الإعراب، وجملة لما في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة. {يا بُنَيَّ}: {يا} حرف نداء، {بُنَيَّ}: منادى، مضاف إلى ياء المتكلم، وجملة النداء في محل النصب مقول {قالَ}، {إِنِّي}: ناصب واسمه، {أَرى}: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على {إبراهيم}. {فِي الْمَنامِ}: متعلق بـ {أَرى}. وجملة {أَرى} في محل الرفع خبر {إِنْ}، وجملة {إِنْ}: في محل النصب مقول {قالَ}. {إِنِّي}: ناصب واسمه، {أَذْبَحُكَ} فعل مضارع، وفاعل مستتر، ومفعول به. وجملة أذبح في محل الرفع خبر {أن}، وجملة {أن}: مع معموليها في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي {أَرى}، والتقدير: إني أرى في المنام ذبحي إياك. {فَانْظُرْ}: الفاء: عاطفة