اسمان جعلا اسمًا واحدًا لمدينة بالشام، والنسبة إليها بعلي أو بكي على ما ذكر في عبد شمس.
{وَتَذَرُونَ}؛ أي: تتركون. وسمعنا عمن له نصاب في العربية أن كلمتي ذر ودع أمران في معنى الترك، إلا أن {دع} أمر للمخاطب بترك الشيء قبل العلم به، و {ذر} أمر له بتركه بعدما علمه. وروي: أن بعض الأئمة سأل الإمام الرازي عن قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥)} لم لم يقل: وتدعون أحسن الخالقين، وهذا أقرب من الفصاحة للمجانسة؟ فقال الإمام: لأنهم اتخذوا الأصنام آلهةً، وتركوا الله بعد ما علموا أن الله ربهم ورب آبائهم الأولين استكبارًا. فكذلك قيل لهم:{وَتَذَرُونَ} ولم يقل: وتدعون، هذا. وقد أمات العرب ماضي دع وذر، ومصدرهما ولكن روي في الحديث:«لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات»؛ أي: عن تركهم الجمعات. وقال في «القاموس»: ودعه؛ أي: اتركه، أصله: ودع كوضع، وقد أميت ماضيه، وإنما يقال في ماضيه: تركه، وجاء في الشعر ودعه، وهو مودوع. وقرىء شاذًا {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ}، وهي قراءته - صلى الله عليه وسلم -. وقال الجوهري: ولا يقال وادع، وينافيه وروده في الشعر والقراءة إلا أن يحمل قولهم:«وقد أميت ماضيه» على قلة الاستعمال. فهو شاذ استعمالًا، صحيح قياسًا.
{فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} الإحضار المطلق مخصوص بالشر عرفًا. {إِلَّا عَجُوزًا} العجوز: المرأة المسنة، سميت عجوزا لعجزها عن كثير من الأمور، كما في «المفردات».
{ثُمَّ دَمَّرْنَا} التدمير: إدخال الهلاك على الشيء؛ أي: أهلكنا. {أَبَقَ}؛ أي: هرب من قومه بغير إذن ربه. وأصل الإباق: هرب العبد من سيده، ولكن أطلق هنا على يونس على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية، أو على طريق المجاز المرسل، والعلاقة هي استعمال المقيد في المطلق، وفي «المصباح»: أبق العبد أبقا من بابي تعب وقتل في لغة، والأكثر من باب ضرب إذا هرب من سيده من غير خوف ولا كد. والإباق بالكسر اسم منه، فهو آبق، والجمع أباق، مثل: