{إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}؛ أي: المملوء بالأحمال، يقال: شحن السفينة ملأها كما في «القاموس». {فَساهَمَ}؛ أي: فقارع من في الفلك؛ أي: عمل قرعة. والسهم: ما يرمى من القداح ونحوه. والمعنى: فقارع أهل الفلك عن الآبق، وألقوا السهام على وجه القرعة.
{فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ}؛ أي: فصار من المغلوبين بالقرعة، وأصله: المزلق عن مقام الظفر والغلبة. قال في «القاموس»: دحضت رجله زلقت، والشمس زالت دحوضا بطلت، انتهى. {فَالْتَقَمَهُ} الالتقام: الابتلاع، يقال: لقمت اللقمة، والتقمتها إذا ابتلعتها؛ أي: فابتلعه الحوت العظيم. {وَهُوَ مُلِيمٌ}؛ أي: داخل في الملامة، يقال: ألام فلان إذا فعل ما يلام عليه. وفي «المصباح»: لامه لومًا من باب قال عذله، فهو ملوم على النقص. والفاعل لائم، والجمع لوم مثل: راكع وركع، وألامه بالألف لغة، فهو ملام، والفاعل مليم، والاسم الملامة، والجمع ملاوم، واللائمة مثل الملامة، وألام الرجل إذا فعل ما يستحق عليه اللوم، وتلوّم تلوّمًا مكث.
{فَنَبَذْناهُ} النبذ: إلقاء الشيء، وطرحه لقلة الاعتداد به. {بِالْعَراءِ}؛ أي: بالمكان الخالي لا شجر فيه ولا شيء يغطيه، وهو مشتق من العري. وهو عدم السترة، شبهت الأرض الجرد بذلك لعدم استتارها بشيء. والعراء بالقصر: الناحية، ومنه: اعتراه؛ أي: قصد عراه. وعبارة «القاموس»: العراء: الفضاء لا يستتر فيه بشيء، وجمعه أعراء، وأعرى سار فيه وأقام.
{مِنْ يَقْطِينٍ}؛ أي: دباء القرع العسلي المعروف الآن. وقيل: الموز. وهو أظهر، لأن أوراقه أعرض. قال في القاموس: اليقطين: ما لا ساق له من النبات ونحوه، وبهاء القرعة الرطبة. وعبارة الزمخشري: واليقطين: كل ما ينبسط على وجه الأرض، ولا يقوم على ساق كشجرة البطيخ، والقثاء، والحنظل. وهو يفعيل من قطن بالمكان إذا أقام به. وقيل: هو الدباء. وإنما خص القرع لأنه يجمع بين برد الظل، ولين الملمس، وكبر الورق، وأن الذباب لا يقربه.