خطأ الناس مَنْ زعم أن الليالي جمع ليل، بل الليالي جمع ليلة، وقدم الليل على النهار؛ لأنه سابقه. قال تعالى:{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} وهذا أصح القولين، وقيل: النور سابق الظلمة، ونبني على هذا الخلاف فائدة وهي: أن الليلة هل هي متابعة لليوم قبلها، أو لليوم بعدها؟ فعلى القول الصحيح: تكون الليلة لليوم بعدها، فيكون اليوم تابعًا لها، وعلى القول الثاني: تكون لليوم قبلها، فتكون الليلة متابعة له، فيوم عرفة على القول الأول: مستثنى من الأصل، فإنه تابع لليلة بعده، وعلى الثاني: جاء على الأصل: ذكره "السمين".
{وَالْفُلْكِ} ولفظ الفلك يكون مفردًا كقوله تعالى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} فهو حينئذٍ مذكر، ويكون جمعًا؛ أي: جمع تكسير كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} فإن قيل: إن جمع التكسير لا بد فيه من تغيرٍ ما، وهنا لا تغير .. فالجواب أن تغيره مقدر، فالضمة في حالة كونه جمعًا كالضمة في حُمر وبُدن، وفي حالة كونه مفردًا كالضمة في قُفل، وهو هنا جمع بدليل قوله: التي تجري في البحر.
{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} تصريف: مصدر صرّف المضاعف، ويجوز أن يكون مضافًا للفاعل، والمفعول محذوف؛ أي: وتصريف الرياح السحاب، فإنها تسوق السحاب، وأن يكون مضافًا للمفعول، والفاعل محذوف؛ أي: وتصريف الله الرياح، والرياح: جمع ريح جمع تكسير، وياء الريح والرياح منقلبة من واو، والأصل روح ورواح؛ لأنه من راح يروح، وإنما قلبت في ريح؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، وفي رياح؛ لأنها عين في جمع بعد كسرة، وبعدها ألف، وهي ساكنة في المفرد، وهو إبدال مطرد، ولذلك لمّا زال موجب قلبها .. رجعت إلى أصلها، فقالوا: أرواح.
{مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} يتخذ: يفتعل من الأخذ، وهي متعدية إلى واحد، وهو أندادًا، والأنداد: جمع ند كأرطال جمع رطْل، والنِّد بكسر النون: الشبيه والمثل.