للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال العلماء (١): لو أن مسلمًا ذبح ذبيحة، وقصد بذبحها التقرب إلى غير الله صار مرتدًا، وذبيحته ذبيحة مرتد لا يحل أكلها.

وإنما قدّم (٢) لفظة {بِهِ} هنا على قوله: {لِغَيْرِ اللَّهِ} وأخره عنه في المائدة والأنعام والنحل؛ لأن {الباء} للتعدية كالهمزة والتشديد، فهي كالجزء من الفعل، فكان الموضع الأول أولى بها وبمدخولها، وأخَّر في بقية المواضع نظرًا للمقصود فيها من ذكر المستنكر؛ وهو الذبح لغير الله. ذكره الكرخي.

وقرأ الجمهور (٣): {حَرَّمَ} مبنيًا للفاعل مسندًا إلى ضمير اسم الله، وما بعده منصوب، و {ما} في {إِنَّمَا} مهيئة هيأت {إنّ} لدخولها على الجملة الفعلية، وقرأ ابن أبي عبلة شذوذًا: برفع {الميتة} وما بعدها، فتكون {ما} موصولة اسم إن، والعائد عليها محذوف؛ تقديره: إن الذي حرمه الله الميتة، وما بعدها خبر إن، وقرأ أبو جعفر في الشاذ {حُرِّم} مشددًا مبنيًّا للمفعول، و {ما} تحتمل كونها موصولة، أو مهيئة. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي في رواية شاذة: {إنما حَرُمَ} بفتح الحاء وضم الراء مخففة جعله لازمًا {الميتة} وما بعدها مرفوع، وتحتمل ما للوجهين من التهيئة والوصل، و {الميتة} فاعل بـ {حَرُم} إن كانت {ما} مهيِّئة، وخبر إنّ إنْ كانت {ما} موصولة، وقرأ أبو جعفر في المتواتر: {الميّتة} - بتشديد الياء - في جميع القرآن.

{فَمَنِ اضْطُرَّ}؛ أي: أُلجىء وأُحوج إلى أكل شيء مما ذكر بأن أصابه جوع شديد، ولم يجد حلالًا يسد به الرمق، أو أكره على تناول ذلك، وقرأ (٤) أبو جعفر في المتواتر: {فَمَنِ اضْطُرَّ} بضم النون للاتباع، وبكسرها على أصل حركة التقاء الساكنين، وقرأ ابن محيص شذوذًا بإدغام الضاد في الطاء، وقرأ أبو السمال بكسر الطاء وهي قراءة شاذة أيضًا، والمراد: مَنْ صيرةُ الجوع والعدم إلى


(١) المراح.
(٢) الجمل.
(٣) البحر المحيط.
(٤) شوكاني.