للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لها تعلق بالله، كما أن الجهة لها تعلق بصاحبها.

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: مفاتيح خيراتهما، ومعادن بركاتهما، فشبّه الخيرات والبركات بخزائن، واستعار لها لفظ المقاليد بمعنى المفاتيح.

ومعنى الآية: خزائن رحمته وفضله بيده سبحانه.

ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} مثّل عظمته وكمال قدرته، وحقارة الأجرام العظام، التي تتحير فيها الأوهام بالنسبة لقدرته تعالى بمن قبض شيئًا عظيمًا بكفه، وطوى السموات بيمينه، بطريق الاستعارة التمثيلية، قال في "تلخيص البيان": وفي الآية استعارة، ومعنى ذلك أن الأرض في مقدوره، كالذي يقبض عليه القابض، فتستولي عليه كفه، ويحوزه ملكه ولا يشاركه غيره، والسموات مجموعات في ملكه، مضمومات بيمينه.

ومنها: توافق الفواصل في الحرف الأخير، وهو نهاية في الروعة والجمال، في قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (٧٠)}.

ومنها: الاتيان بصيغة الماضي في قوله: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ} إشعارًا بتحقق وقوعه.

ومنها: تقديم المعمول على عامله؛ لإفادة القصر في قوله: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ}.

ومنها: عطف المسبب على السبب في قوله: {لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} فإن عطف الخسران على الحبوط، من عطف المسبب على السبب.

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {بِنُورِ رَبِّهَا} فإنه شبه العدل بالنور، بجامع الإظهار في كل، فإن العدل يظهر الحقوق، كما أن النور يظهر ما خفي في الظلام، فاستعار اسم المشبّه به للمشبه على طريقة الاستعارة التصريحية.