من الذنوب والأوضار، والإشعار بأن أمامهم مندوحة من الوقت لاستدراك ما فرّط، ورأب ما انصدع.
٢ - نداؤهم، وفي ذلك من التودد إليهم، والتلطف بهم ما يهيب بذوي المسكة من العقول منهم إلى المبادرة بالإنابة، والرجوع بالتوبة.
٣ - إضافتهم إليه إضافة تشريف لهم.
٤ - إضافة الرحمة إلى لفظ الجلالة، الجامع لجميع الأسماء والصفات، إشعارًا بأنها هي الأصل في معاملته لعباده.
٥ - إعادة الظاهر بلفظه في قوله:{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}.
٦ - الالتفات من التكلم إلى الغيبة في قوله:{مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} لتخصيص الرحمة بالاسم الكريم، والأصل لا تقنطوا من رحمتي.
٧ - الاتيان بالجملة المعرّفة الطرفين، المؤكدة بأن وضمير الفصل والصفتين الموضوعتين للمبالغة.
{إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} فهذه سبعة فنون كاملة في آية واحدة.
ومنها: إطلاق الخاص، وإرادة العام في قوله:{أَسْرَفُوا} لأن الإسراف في الأصل: خاص بالإفراط في صرف المال، والمراد: ما يعم الإسراف في الأموال وغيرها.
ومنها: إطلاق العموم بمعنى الخصوص في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}؛ لأن الشرك ليس بداخل في الآية.
ومنها: التنكير لإفادة التقليل في قوله: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ} لأن المراد بها بعض الأنفس، وهي الكافر؛ لأنها التي تقول ذلك، وقيل للتكثير والتعميم؛ ليشيع في كل النفوس.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} حيث شبهت الطاعة بالجنب بمعنى الجهة المحسوسة، بجامع تعلق كل بصاحبه، فالطاعة