"الدجال يخرج بأرض بالمشرق، يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة" أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا، عليهم الطيالسة" أخرجه مسلم.
وعن مجمع بن جارية الأنصاري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"يقتل ابن مريم الدجال بباب لد" أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وقال النواوي - رحمه الله تعالى -: قال القاضي عياض: هذه الأحاديث التي وردت في قصة الدجال حجة للمذاهب الحق في صحة وجوده، وأنه شخص بعينه عورٌ، ابتلى الله تعالى به عباده، فأقدره على أشياء من المقدورات، من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا، والخصب معه وجنته وناره، واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، ويقع كل ذلك بقدرة الله تعالى وفتنته، ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره، ويبطل أمره، ويقتله عيسى بن مريم عليه السلام، ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء، خلافًا لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة، وخلافًا للجبائي المعتزلي وموافقيه من الجهمية وغيرهم، في أنه صحيح الوجود، ولكن الأشياء التي يأتي بها زعموا أنها مخاريق وخيالات لا حقائق لها، وزعموا أنها لو كانت حقًا .. لضاهت معجزات الأنبياء، وهذا غلط من جميعهم؛ لأنه لم يدّع النبوة، فيكون ما معه كالتصديق له، وإنما يدعي الربوبية، وهو في نفس دعواه مكذب لها بصورة حاله، ووجود دلائل الحدوث فيه، ونقص صورته، وعجزه عن إزالة العور الذي في عينه، وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه، ولهذا الدلائل لا يغترّ بها إلا عوام من الناس لشدة الحاجة والفاقة، رغبةً في سد الرمق، أو خوفًا من فتنته, لأنّ فتنته عظيمةٌ جدًّا، تدهش العقول وتحير الألباب، ولهذا حذّرت الأنبياء من فتنته، فأما أهل التوفيق فلا يغترون به ولا يخدعون بما معه؛ لما سيق لهم من العلم بحاله، ولهذا يقول له الذي يقتله ثم يحييه: ما ازددت فيك إلا بصيرةً.
قوله في حديث المغيرة بن شعبة: قلت يا رسول الله: إنهم يقولون: إنّ معه