{بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} قال في "القاموس": الفرح السرور والبطر انتهى، والبطر النشاط والأشر وقلّة احتمال النعمة والأشر شهدّة البطر، وهو أبلغ عن البطر، والبطر: أبلغ من الفرح، وفي "المفردات" الفرح: انشراح الصدر بلذّة عاجلة، ولم يرخّص إلا في الفرح بفضل الله تعالى وبرحمته وبنصر الله، والبطر: دهش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها، وصرفها إلى غير وجهها. {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ} أصله؛ نرئينّك: نقلت حركة الهمزة إدي الراء، ثم حذفت للتخفيف فوزنه نُفِلَنَّكَ. {بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} قياسه نوعدهم، حذفت فاؤه حذفًا مطردًا لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة. وقوله:{أشَدُّ قُوَة} أصله أشدد، نقلت حركة الدال الأولى إلى الشين فسكنت، فأدغمت في الدال الثانية. {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ} يقال: أغنى عنه كذا: إذا كفاه ونفعه، وهو إذا استعمل بعن .. يتعدّى إلى مفعول؛ أي: لم يدفع ولم ينفع، وأصله: أغني بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
{فَلَمَّا رَأَوْا} أصله: رأيوا، بوزن فعلوا قلبت الياء ألفا لتحركها بعد فتح ثم حذف الألف لالتقاء الساكنين. {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ} أصله: يكون، دخل الجازم {لم}: فصار يكون فالتقي ساكنان فحذفت الواو فصار يكن بوزن يفل، ثم حذفت النون حذفًا غير مطرد، فصار بوزن يفُ، وقد تقدم القول في حذف نون المضارع المجزوم بشرط كونه مجزومًا بالسكون، غير متصل بضمير نصب ولا بساكن، وقد وقع ذلك في التنزيل في ثمانية عشر موضعًا، وقد سمع حذفها في الشعر إذا وليها ساكن، كما في قول الخنجر بن صخر الأسديّ:
فحذف النون مع ملاقاة الساكن، والمرآة بكسر الميم ومدّ الهمزة: آلة الرؤية، فكأنه نظر وجهه فيها فلم يره حسنًا، فتسلّى بأنه يشبه الضيغم وهو الأسد، والوسامة بفتح الواو: الحسن والجمال، وحمله جمهور النحاة على الضرورة. {سُنَّتَ اللَّهِ} من المصادر المؤكدة لعاملها المحذوف من لفظها، والسنة الطريقة والعادة المسلوكة، وسنة الله: طريقته وحكمته كا مرّ. {قَدْ خَلَتْ} من الخلوّ وهو المضي، أصله: خلو قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلا فصار خلا، ثم اتصلت بالفعل تاء التأنيث الساكنة، فالتقى ساكنان الألف والتاء، فحذفت الألف لذلك فوزنه: