للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإنسان في نفسه على غيره، فمعنى {وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا}؛ أي: يطلبوا العتبى؛ أي: الرضا والرجوع لهم إلى ما يحبّون جزعًا مما هم فيه.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الطباق بين: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا}، وبين {طَوْعًا} و {كَرْهًا}، وبين {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}.

ومنها: المجاز في قوله: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ} لأن التعبير عن المفعول بالمصدر مجاز مشهور، كقولهم: هذا الدرهم ضرب الأمير؛ أي: مضروبه.

ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} حيث شبّهوا قلوبهم بالشيء المحوي المحاط بالغطاء، المحيط له بحيث لا يصيبه شيء، من حيث تباعدها عن إدراك الحق واعتقاده.

ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ} حيث شبّهوا أسماعهم بآذان بها صمم، من حيث إنها تمجّ الحق ولا تميل إلى استماعه.

ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} حيث شبّهوا حال أنفسهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحال شيئين بينهما حجاب عظيم، يمنع من أن يصل أحدهما إلى الآخر ويراه ويوافقه.

ومنها: الجناس المغاير في قوله: {فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ}.

ومنها: الحصر في قوله: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}.

ومنها: الترهيب والتنفير من الشرك في قوله: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} إثر ترغيبهم في التوحيد.

ومنها: التحذير والتخويف من منعِ الزكاة حيث جعله من أوصاف المشركين.

ومنها: اختلاف جملتي الصلة بالفعلية والاسمية في قوله: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧)} لما أنّ عدم إيتائها متجدد والكفر أمر