ومنها: الاستفهام في قوله: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ} للإنكار والتشنيع لكفرهم، وفيه أيضًا جمع المؤكدات الهمزة وإن واللام لتأكيد الإنكار، وتقديم الهمزة لاقتضائها الصدارة.
ومنها: التشبيه البليغ الصوري في قوله: {وَهِيَ دُخَانٌ}؛ أي: كدخان، ففيه تشبيه بليغ صُوري؛ لأنّ صورتها صورة الدخان في رأي العين، والمراد بالدخان البخار الذي تتشكّل منه الطبقات الهوائية، فتسميتها دخانًا تشبيهًا لها به من حيث إنها أجزاء متفرقة غير متواصلة، عديمة النور كالدخان، فإنه ليس له صورة تحفظ تركيبه.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا} فقد شبه تأثير قدرته تعالى فيهما، وتأثرهما عنها بأمر آمر نافذ الحكم يتوجّه نحو المأمور المطيع فيمتثل أمره، فعبّر عن الحالة المشبّهة بما يعبر به عن الحالة المشبّه بها ذكره في "الروح".
ومنها: المجاز العقلي في قوله: {قَالَتَا أَتَيْنَا} حيث أسند القول للأرض والسماء مع كونهما غير عاقلين تنزيلًا لهما منزلة العقلاء، ويجوز أن يكون هذا من باب الاستعارة المكنية، فقد شبّههما بمخلوقين حيّين عاقلين، ثمّ حذف المشبه به وأثبت شيئًا من لوازمه لتمثيلهما بأمر المطاع وإجابة الطائع، كما تقول: نطقت الحال بكذا بدل دلّت، فيجعل الحال كالإنسان الذي يتكلّم في الدلالة والبرهان، ثم يتخيل له النطق الذي هو من لوازم المشبّه به، وينسب إليه.
ومنها: تنزيل غير العقلاء، منزلة العقلاء الذكور في قوله:{أَتَيْنَا طَائِعِينَ} حيث جمعه جمع المذكر السالم.
ومنها: الالتفات في قوله: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} التفت فيه من الغيبة في قوله: {خَلَقَ} و {قَدَّرَ} إلى التكلم، فقد أسند التزيين إلى ذاته سبحانه لإبراز مزيد العناية بالتزيين المذكور.
ومنها: الالتفات من الخطاب إلى الغيبة في قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُوا} فقد خاطبهم أولًا بقوله: {أَئِنَّكُمْ} فلما لم يأبهوا لخطابه، ولم يستوعبوا نصحه .. التفت من