والثالث: مفعال بكسر الميم كمنحار، يقال: رجل منحار، وامرأة منحار، أي: كثير النحر، وشذ ميقانة من اليقين، وهو عدم التردد، يقال: رجل ميقان لا يسمع شيئًا إلا أيقنه، وامرأة ميقانة.
والرابع: مفعيل بكسر الميم، كمعطير من العطر، وشذ امرأة مسكينة، لخروجه عن القاعدة، ومع ذلك فإنه محمول على فقيرة، وسمع امرأة مسكين على القياس، حكاه سيبويه.
والخامس: مفعل بكسر الميم وفتح العين كمغشم، وهو الذي لا ينتهي عما يريده ويهواه من شجاعته، ومدعس من الدعس، وهو الطعن.
{يُمَارُونَ} أصله: يماريون استثقلت الضمة على الياء، فحذفت فالتقى ساكنان، فحذفت الياء وضمت الراء، لمناسبة الواو، قال الراغب: المرية التردد في الأمر، وهو أخص من الشك، والمماراة: المحاجة فيما فيه مرية، انتهى. ويحتمل أن يكون من مريت الناقة، إذا مسحت ضرعها بشدة الحلب، فيكون تفسيره بيجادلون حملًا له على الاستعارة التبعية، كما سيأتي في مبحث البلاغة.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه في قوله: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} حيث استعمل المضارع في حقيقته ومجازه، فهو مستعمل في المستقبل بالنظر لما ينزل عليه من القرآن، إذ ذاك، وفي الماضي بالنظر لما أنزل بالفعل، وبالنظر لما أنزل على الرسل السابقين.
ومنها: جمع المؤكدات مع صيغة المبالغة في قوله: {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وهي {لَا} و {إِنَّ} وضمير الفصل.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى}؛ أي: لتنذر أهل مكة؛ لأنّ الإنذار لأهل القرية لا لها.