ومنها: الاحتباك في هذه الآية، حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر، والتقدير: لتنذر أم القرى العذاب، وتنذر الناس يوم الجمع؛ أي: عذابه.
ومنها: الطباق بين {الْجَنَّةِ} و {السَّعِيرِ} وبين {يَبْسُطُ}{وَيَقْدِرُ}.
ومنها: مخالفة مقتضى الظاهر في قوله: {وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} لأن مقتضى الظاهر أن يقال: ولكن يدخل من يشاء في رحمته، ويدخل من يشاء في غضبه، ولكنه عدل عن ذلك إلى ذكر الظالمين، تسجيلًا عليهم باسم الظلم، ومبالغة في الوعيد.
ومنها: الإتيان بجملة معرّفة الطرفين في قوله: {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} لغرض إفادة حصر الولاية في الله سبحانه وتعالى.
ومنها: إيثار صيغة الماضي في قوله: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}، وصيغة المضارع في قوله:{وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} لكون التوكل أمرًا واحدًا مستمرًا، فيناسبه الماضي، وكون الإنابة متعددة، متجددة، بحسب تجدد موادها، فيناسبها المضارع، وفيهما أيضًا تقديم المعمول على عامله، لإفادة الحصر.
ومنها: زيادة الكاف في قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لتأكيد نفي المثلية.
ومنها: الكناية في قوله: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لأن المقاليد المفاتيح. وهو كناية عن الخزائن؛ لأن فيه مزيد دلالة على الاختصاص، لأن الخزائن لا يدخلها ولا يتصرف فيها، إلا من بيده مفاتيحها.
ومنها: الالتفات من الغيبة إلى نون العظمة في قوله: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} لإظهار كمال الاعتناء بإيحائه إليه، وهو السر في تقديمه على ما بعده، مع تقدمه عليه زمانًا.
ومنها: التعبير بالأصل في الموصولات، وهو الذي للتعظيم.
ومنها: توجيه الخطاب إليه - صلى الله عليه وسلم - بطريق التلوين، للتشريف والتنبيه على أنه تعالى شرعه لهم على لسانه.
ومنها: الكناية في قوله: {وَاسْتَقِمْ}؛ لأنه كناية عن الثبات والدوام على الدعوة.