ومنها: المجاراة معهم في قوله: {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} لأنه لا حجة لهم أصلًا، وإنما عبر عن أباطيلهم بالحجة، مجاراة معهم على زعمهم الباطل.
ومنها: التنوين في قوله: {وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ} دلالة على عظم الغضب عليهم لمكابرتهم الحق بعد ظهوره.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {وَالْمِيزَانَ} حيث استعار الميزان العرفي للشرع، الذي يوزن به الحقوق الواجبة الأداء، سواء كان من حقوق الله، أو من حقوق العباد، بجامع العدل والتسوية في كل، ويحتمل أن يكون المراد بالميزان: العدل والتسوية؛ أي: أنزل العدل في الكتب الإلهية، فيكون تسمية العدل بالميزان، تسمية المسمى باسم آلته، فإن الميزان آلة للعدل.
ومنها: الاحتباك في قوله: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا} حيث ذكر الاستعجال أولًا، وحذف الإشفاق، وذكر الإشفاق ثانيًا وحذف الاستعجال؛ لأن التقدير: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها. فلا يشفقون منها، والذين آمنوا مشفقون فلا يستعجلون بها.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ} إذا قلنا إنه مأخوذ من مريت الناقة، وفسرناه بيجادلون، حيث شبه المجادلة بمماراة الحالب للضرع، لاستخراج ما فيه من اللبن، من حيث إن كلا من المتجادلين يستخرج ما عند صاحبه، بكلام فيه شدة اهـ "روح البيان".
ومنها: المجاز العقلي في قوله: {لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} ففيه وصف الشيء بوصف صاحبه؛ لأن البعد في الحقيقة للضال؛ لأنه هو الذي يتباعد عن الطريق فوصف به فعله.