للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأفطروا لرؤيته".

وكان أيضًا قد تقدم كلام في شيء من أعمال الحج، وهو الطواف والحج أحد الأركان التي بني عليها الإِسلام، وكان قد مضى الكلام في توحيد الله تعالى، وفي الصلاة والزكاة والصيام، فأتى بالكلام على الركن الخامس وهو الحج، ليكون قد كملت الأركان التي بُني الإِسلام عليها.

قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى ...} مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه لما ذكر أن الأهلة مواقيت للحج .. استطرد إلى ذكر شيء كانوا يفعلونه في الحج زاعمين أنه من البر، فبين لهم أن ذلك ليس من البر، وإنما جرت العادة به قبل الحج أن يفعلوه في الحج، ولما ذكر سؤالهم عن الأهلة بسبب النقصان والزيادة، وما حكمة ذلك، وكان من المعلوم أنه تعالى حكيم فأفعاله جارية على الحكمة .. رد عليهم بأن ما يفعلونه من إتيان البيوت من ظهورها إذا أحرموا ليس من الحكمة في شيء، ولا من البر، ولما وقعت القصتان في وقت واحد .. نزلت الآية فيهما معًا، ووصل إحداهما بالأخرى.

قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...} مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه تعالى لمّا أمرهم بالتقوى، وكان أشد أقسام التقوى وأشقها على النفس قتال أعداء الله .. أمر به، فقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، والظاهر أن المقاتلة في سبيل الله هي الجهاد في الكفار لإظهار دين الله وإعلاء كلمته، وأكثر علماء التفسير أنها أول آية نزلت في الأمر بالقتال، أمر فيها بقتال من قاتل والكف عمن كف، فهي ناسخة لآية الموادعة.

أسباب النزول

قوله تعالى (١): {وَلَا تَأْكُلُوا ...} أخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير


(١) لباب النقول.