للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: إن امرئ القيس بن عابس الكندي وعبدان بن الأشوع الحضرمي اختصما في أرض، وأراد امرؤ القيس أن يحلف، ففيه نزلت: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ...}.

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ...} أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: سأل الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأهلة، فنزلت هذه الآية.

وأخرج أبو نعيم وابن عساكر من طريق السدي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن معاذ بن جبل، وثعلبة بن غنم قالا: يا رسول الله، ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقًا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق، حتى يعود كما كان، ولا يكون على حال واحد كالشمس؟ فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ...}.

قوله تعالى (١): {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا ...} روى البخاري عن البراء - رضي الله عنه - نزلت هذه الآية فينا، كانت الأنصار إذا حجّوا فجاؤوا .. لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه، فكأنه عُيِّر بذلك، فنزلت: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}.

قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...} أخرج (٢) الواحدي من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما صُدَّ من البيت الحرام .. صالحه المشركون على أن يرجع عامه ذلك، ثم يرجع من العام المقبل، فلما كان العام القابل تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء، وخافوا أن لا تفي قريش بذلك، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم، وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام .. فأنزل الله ذلك.


(١) البخاري.
(٢) لباب النقول.