بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ} أصله أؤحي بهمزتين الأولى مضمومة والثانية ساكنة، أبدلت الساكنة حرف مدٍّ مجانسًا لحركة الأولى المضمومة فأبدلت واوًا. {إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا} الأخت تأنيث الأخ، وجعلت التاء فيها كالعوض عن المحذوف منه. {يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا}{يَا أَيُّهَ} حذف الألف التي بعد الهاء من رسم المصحف العثماني هنا كما حذفت من قوله تعالى في سورة الرحمن: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} ومن قوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} من سورة النور اتباعًا للخط تحت اللفظ. {ادْعُ} وزنه أنْ لحذف لامه الواو، لبناء الأمر من معتل الآخر على ذلك، {بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} وأصل العهد بمعنى التوصية أن يتعدى بإلى إلا أنه أورد هنا بدلها لفظ {عِنْدَكَ} إشعارًا بأن تلك الوصية مرعية محفوظة عنده، لا مضيعة ملغاة. قال الراغب: العهد حفظ الشيء ومراعاته حالًا بعد حال وعهد فلان إلى فلان بعهد؛ أي: ألقى العهد إليه، وأوصاه بحفظه. {إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ}؛ أي ينقضون العهد، والنكث في الأصل: نقض الحبل والغزل ونحوه ذلك، واستعير هنا لنقض العهد كما سيأتي.
{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} وفي "القاموس": مصّروا المكان تمصيرًا: جعلوه مصرًا فتمصّر، ومصر: علم للمدينة المعروفة، سميت لتمصّرها، أو لأنه بناها مصر بن حام بن نوح، وقال بعضهم: مصر بلد معروف، من مَصَرَ الشيء يمصره، إذا قطعه، سمي به لانقطاعه عن الفضاء بالعمارة، انتهى. {هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} مهين صفة مشبهة بوزن فعيل بمعنى ضعيف وحقير. {وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} أصله يبين بوزن يفعل، نقلت حركته الياء إلى الباء فسكنت إثر كسرة. فصارت حرف مدٍّ. قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان بموسى لثغة في لسانه، واللثغة بالضم أن تصير الراء غينًا أو لامًا، والسين ثاءً، وقد لثغ من باب ضرب فهو ألثغ:{فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ} جمع سوار، كاخمرة جمع الخمار، على تعويض التاء من ياء أساوير، يعني الياء المقابلة لألف أسوار، ونظيره: زنادقة وبطارقة، فالهاء فيهما عوض عن ياء زناديق وبطاريق، المقابلة لياء زنديق وبطريق، قال في "القاموس": السوار بالكسر والضم القلب، كالأسوار بالضم. والجمع أسورة وأساور وأساورة. وفي "المفردات": سوار المرأة أصله: دستوراه، فهو فارسي