والبيت. {وَسُرُرًا} جمع سرير، قال الراغب: السرير الذي يجلس عليه من السرور إذا كان ذلك لأولي النعمة، وسرير الميت تشبيه به في الصورة، وللتفاؤل بالسرور الذي يلحق الميت برجوعه إلى الله، وخلاصه من السجن المشار إليه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا سجن للمؤمن".
{يَتَّكِئُونَ} من الاتكاء، وهو الاعتماد. {وَزُخْرُفًا} هو في الأصل: بمعنى الذهب، ويستعار لمعنى الزينة، كما قال تعالى:{حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا}. قال الراغب: الزخرف الزينة المزوقة، ومنه قيل للذهب زخرف، كما قال تعالى:{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ}؛ أي: ذهب مزوق. قال ابن زيد: الزخرف هو ما يتخذه الناس في منازلهم من الأمتعة، والأثاث. قال الحسن: النقوش، وأصله: الزينة، يقال: زخرفت الدار؛ أي: زينتها، وتزخرف فلان؛ أي: تزين. وأوردت معاجم اللغة معاني عديدة للزخرف، منها: الذهب، وحسن الشيء، وزخرف الكلام أباطيله المموهة، وزخرف الأرض ألوان نباتها، والجمع زخارف.
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} ويعش بضم الشين، من عشا يعشو عشا إذا تعاشى بلا آفة وتعامى؛ أي: نظر نظر العشا, ولا آفة في بصره، ويقال: عشي يعشى، كرضي يرضى إذا كان في بصره آفة مخلة بالرؤية. قال الراغب: العشا بالفتح والقصر ظلمة تعرض في العين، يقال: رجل أعشى، وامرأة عشواء. وفي "القاموس": العشا سوء البصر بالليل والنهار، وخبطه خبط عشواء، ركبه على غير بصيرة، والناقة العشواء التي لا تبصر أمامها. {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} نسبب ونقدر ونسلط ونضمه إليه ليستولي عليه استيلاء القيض على البيض، وهو القشر الأعلى اليابس، ويقال قيض الله كذا، قدره له، وقيض الله فلانًا لفلان، جاءه به. {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ} أصله: يصددونهم بوزن يَفْعُلُون، نقلت حركة الدال الأولى إلى الصاد فسكنت، وأدغمت في الدال الثانية {بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}، أي: بعد المشرق، وكثيرًا ما تسمي العرب الشيئين المتقابلين باسم أحدهما، قال الفرزدق: