للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم أبدلت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال. {تُحْبَرُونَ} تسرون سرورًا يظهر حباره؛ أي: أثره على وجوهكم. وقال الزجاج: تكرمون إكرامًا يبالغ فيه، والحبرة المبالغة فيما وصف بجميل. وفي "القاموس": والحبر بفتحتين الأثر كالحبار، بكسر أوله وفتحه، والحبر بالكسر الأثر أو أثر النعمة، والحسمن، والوشي وبالفتح السرور، وحبره سره، والنعمة، والحبرة بالفتح السماء في الجنة، وكل نعمة حسنة. وقال الراغب: الحبر الأثر المستحسن، ومنه ما روي: يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره؛ أي: جماله وبهاؤه، والحبر: العالم لما يبقى عن أثر علومه في قلوب الناس، ومن آثار أفعاله الحسنة المقتدى بها.

{بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ} جمع صحفة، كجفان جمع جفنة، وقصاع جمع قصعة. قال الكسائي: وأعظمها الجفنة، وهي القصعة العريضة الواسعة، ثم القصعة، وهي التي تشبع العشرة، ثم الصحفة وهي تشبع الخمسة، ثم المئكلة، وهي التي تشبع الرجلين أو الثلاثة {وَأَكْوَابٍ} جمع كوب، كعود وأعواد، وهو كوز لا عروة له ولا خرطوم، وإنما كانت بغير عروة ليشرب الشارب من أي جانب شاء؛ لأن العروة ترد الشارب من بعض الجوانب. وقال عدي:

مُتَّكِئًا تُصَفِّقُ أَبْوَابُهُ ... يَسْعَى عَلَيْهِ الْعَبْدُ بِالْكُوْبِ

{وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} يقال: لذذت الشيء بالكسر لذاذًا ولذاذة؛ أي: وجدته لذيذًا، أصله: تلذذ بوزن تفعل، مضارع لذذ بكسر العين، من باب فعل المكسور، نقلت حركة الذال الأولى إلى اللام فسكنت، فأدغمت في الذال الثانية {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} من قولهم: فترت الحمى عنه إذا سكنت قليلًا ونقص حرها. قال الراغب: الفتر: سكون بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة. {مُبْلِسُونَ} وفي "المفردات": الإبلاس الحزن المعترض من شدة اليأس، ومنه اشتق إبليس، ولما كان المبلس كثيرًا ما يلزم السكون وينسى ما يعنيه .. قيل: أبلس فلان إذا سكت وانقطعت حجته. {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} أصله: ناديوا بوزن فاعلوا، قلبته الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. {لِيَقْضِ} وزن يقض يفع لحذف لامه للجازم. {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} فيه إعلال بالقلب، أصله: نجويهم