ومنها: إفراد الخطاب في قوله: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا} حيث لم يقل: وتلكم الجنة، مع أن مقتضى أورثتموها أن يقال: وتلكم، للإيذان بأن كل واحد من أهل الجنة مقصود بالذكر لذاته، وبالخطاب.
ومنها: الاستعارة في قوله: {أُورِثْتُمُوهَا} فقد شبه الجنة بالمال الموروث، والتلاد الموفور، ثم استعار له الإرث على طريق الاستعارة المكنية؛ لأن كل عامل لا بد أن يلقى جزاءه، إذ يذهب العمل ويبقى جزاؤه مع العامل، أو إنما شبهت في بقائها على أهلا، وإفاضة النعم السوابغ عليهم، بالميراث الباقي، لا ينضُب له معين، ولا ينتهي إلى نفاد.
ومنها: الطباق في قوله: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} لأن المراد: سرهم وعلانيتهم.
ومنها: الحذف للاختصار في قوله: {بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ}؛ أي: بلى نسمع سرهم ونجواهم، لدلالة {بلى} على المحذوف.
ومنها: تكرير اسم الرب في قوله: {رَبِّ الْعَرْشِ} تفخيمًا لشأن العرش؛ لأنه أعظم مخلوقات الله سبحانه.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا}؛ لأن حقيقة الخوض هو الشروع في الماء والمرور فيه، فاستعير لشروعهم في أباطيلهم، وأكاذيبهم.