ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} يقال: نطق الكتاب بكذا، إذا بينه ودل عليه. والاستعارة هنا أبلغ من الحقيقة؛ لأن شهادة الكتاب ببيانه أقوى من شهادة الإنسان بلسانه.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ}؛ أي: في جنته، ففيه إطلاق الحال وإرادة المحل والعلاقة المحلية.
ومنها: الاستعارة بالكناية في قوله: {نَنْسَاكُمْ} ففي ضمير الخطاب استعارة بالكناية، بتشبيههم بالأمر المنسي في تركهم في العذاب، وعدم المبالاة بهم، وقرينتها النسيان.
ومنها: إضافة المصدر إلى ظرفه توسعًا في قوله: {لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}؛ أي: نسيتم لقاء الله وجزاءه في يومكم هذا، فأجرى اليوم مجرى المفعول به، وجعل ملقيًا.
ومنها: الالتفات من الخطاب إلى الغيبة في قوله: {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} للإيذان بإسقاطهم عن رتبة الخطاب، استهانة بهم، أو بنقلهم من مقام الخطاب إلى غيابة النار كما مر في مبحث التفسير.
ومنها: أيضًا الاستعارة التمثيلية في قوله: {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ} إلخ، مثل تركهم في العذاب بمن حبس في مكان، ثم نسيه السجان من الطعام والشراب، حتى هلك بطريق الاستعارة التمثيلية، والمراد من الآية: نترككم في العذاب ونعاملكم معاملة الناسي؛ لأن الله تعالى لا ينسى ولا يعرض عليه النسيان.
ومنها: تكرير الرب في قوله: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} للتأكيد والإيذان، بأن ربيته تعالى لكل منها، بطريق الأصالة كما مر.
ومنها: إظهار السموات والأرض في قوله: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} مع كون المقام للإضمار، لتفخيم شأن الكبرياء.