{أَشْرَاطُهَا} الأشراط: جمع شرط: وهو العلامة، وفي "المصباح": وجمع الشرط، شروط، مثل: فلس وفلوس، والشرط بفتحتين: العلامة، والجمع: أشراط، مثل: سبب وأسباب، ومنه أشراط الساعة؛ أي: علاماتها. اهـ.
{اهْتَدَوْا} أصله: اهتديوا بوزن افتعلوا، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، فالتقى ساكنان فحذفت الألف. {زَادَهُمْ} أصله: زيدهم، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. {وَآتَاهُمْ} أصله: أأتيهم بوزن أفعل، أبدلت الهمزة الساكنة ألفًا حرف مد من جنس حركة الأولى، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها بعد فتح. {تَقْوَاهُمْ} أصله: تقويهم؛ قلبت الباء ألفًا لتحركها بعد فتح. وأصل التقوى: وقيا، قلبت الواو تاءً، وقلبت الياء واوًا.
{مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} يجوز فيهما أن يكونا مصدرين ميميين من تقلب وثوى، وأن يكونا اسمي مكان أو زمان.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: المقابلة بين قوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} وبين قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
ومنها: ذكر الخاص بعد العام في قوله: {وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ} فإنه ذكر الإيمان بذلك مع اندراجه فيما قبله؛ تنويهًا بشأن المنزل عليه، كما في عطف جبرائيل على الملائكة، وتنبيهًا على سمو مكانه من بين سائر ما يجب الإيمان به، وأنه الأصل في الكل.
ومنها: الحصر في قوله: {وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} فإنه حصر الحقية فيه بتعريف طرفي الجملة.