ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} فقد شبه أعمالهم بالضالة من الإبل، التي هي بمضيعةٍ لا ربَّ لها يحفظها ويعتني بها، أو بالماء الذي يضل في اللبن.
والمعنى: أنَّ الكفار ضلَّت أعمالهم الصالحة في جملة أعمالهم السيئة من الكفر والمعاصي، حتى صار صالحهم مستهلكًا في غمار سيئهم.
ومنها: الطباق بين الحق والباطل في قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ}، وكذلك بين {الَّذِينَ آمَنُوا} وبين {الَّذِينَ كَفَرُوا}.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} شبه ترك القتال بوضع آلته، واشتق من الوضع تضع بمعنى تنتهي وتترك، بطريق الاستعارة التبعية.
وفيه أيضًا: الإسناد المجازي؛ أي: حتى يضع أهلها آلاتها، فقد أسند وضع الأوزار إلى الحرب، وإنما هو لأهلها.
وفيه أيضًا: الاستعارة المكنية، حيث شبه الحرب بمطايا ذات أوزار؛ أي: أحمال ثقال.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ} ففيه مجاز مرسل، علاقته ذكر الجزء وإرادة الكل؛ لأن ضرب الرقاب عبارة عن القتل، ولكن لمَّا كان قتل الإنسان أكثر ما يكون بضرب رقبته وقع عبارة عن القتل، وقد أوثر المجاز لما فيه من تصوير وتجسيد؛ لأنّ في هذه العبارة كما قال الزمخشري، من الغلظة والشدَّة ما ليس في لفظ القتل، لما فيها من تصوير القتل بأشنع صورة، وهو: حز العنق، وإطارة العضو الذي هو أعلى البدن، وأشرف أعضائه.
ومنها: الطباق بين: {مَنًّا} و {فِدَاءً}.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}؛ لأنه أطلق الجزء وأراد الكل؛ أي: يثبّتكم، وعبّر بالأقدام؛ لأنّ الثبات والتزلزل يظهران فيها. وهو