{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا في سَبِيلِ اللهِ} أصله: تدعوون، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا} أصله: تتوليون، حذفت نون الرفع لدخول الجازم، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وحذفت الألف لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة.
البلاغة
وقد تضمّنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: المجاز العقلي في قوله: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} أسند العزم إلى الأمر إسنادًا مجازيًا، وهو لأهله مثل: نهاره صائم.
ومنها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} لتأكيد التوبيخ، وتشديد التقريع. اهـ "أبو السعود".
وفيه أيضًا: ما يُسمَّى في البلاغة في غير القرآن بتجاهل العارف؛ أي: سلوك طريقة الاستخبار.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}؛ لأنّ قطعها كناية عن ترك صلتها.
وفيه أيضًا: الاستعارة التصريحية الأصلية في {أَرْحَامَكُمْ}؛ لأنّ الرحم في الأصل: وعاء الولد في البطن، أستعير لذوي القرابات لكونهم خارجين من رحم واحد.
ومنها: الإشارة إلى المخاطبين بطريق الالتفات في قوله: {أُولَئِكَ} المفسدون {الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله} إيذانًا بأن ذكر إهانتهم أوجب إسقاطهم عن رتبة الخطاب، وحكاية أحوالهم الفظيعة لغيرهم.
ومنها: الإطناب في قوله: {وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} اختصر في الإصمام، حيث قال:{فَأَصَمَّهُمْ} وأطنب في الإعماء، حيث قال:{وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.