٣ - أنهم يرجون بعملهم الثواب من ربهم، والزلفى إليه، ورضاه عنهم.
٤ - أنهم لهم سيماء، يعرفون بها، فلهم نور في وجوههم، وخشوع وخضوع يعرفه أولو الفطن.
٥ - أن الإنجيل ضرب بشأنهم المثل، فقال: سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر.
ذاك أنهم في بدء الإِسلام كانوا قليلي العدد، ثمّ كثروا واستحكموا، وترقى أمرهم يومًا فيومًا، حتى أعجب الناس بهم، فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قام وحده، ثمّ قوَّاه الله بمن معه، كما يقوّي الطاقة الأولى من الزرع ما يحتف بها مما يتوالد منها.
أسباب النزول
قوله تعالى:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم عن سلمة بن الأكوع، قال: بينما نحن قائلون، إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أيّها الناس، البيعة البيعة، نزل روح القدس، فسرنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه، فأنزل الله:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ...} الآية.
قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه مسلم والترمذي والنسائي، عن أنس رضي الله عنه قال: لمّا كان يوم الحديبية .. هبط على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ثمانون رجلًا في السلاح من جبل التنعيم، يريدون غرّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأُخذوا فأعتقهم فأنزل الله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ...} الآية. وأخرج مسلم نحوه من حديث سلمة بن الأكوع وأحمد والنسائي نحوه من حديث عبد الله بن مغفل المزني، وابن إسحاق نحوه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
قوله تعالى:{وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ ...} الآية، سبب نزول هذه