للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليًّا فجهئت به أقوده، وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتفل في عينيه فبرىء، وأعطاه الراية، فخرج مرحب، وقال:

أَنَا الَّذِيْ سَمَّتْنِيْ أُمِّيْ مَرْحَبُ ... شَاكِيْ السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

فقال عليّ كرّم الله وجهه:

أَنَا الَّذِيْ سَمَّتْنِيْ أُمِّيْ حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيْهِ الْمَنْظَرَهْ

أَكِيْلُكُمْ بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (١)

قال: فضرب رأس مرحب، فقتله، ثم كان الفتح على يديه كرم الله وجهه.

نبذة من قصة خيبر

ثم إن خيبر حصن معروف قرب المدينة، على ما في "القاموس". وقال في "إنسان العيون": هو على وزن جعفر، سميت باسم رجل من العماليق نزلها، يقال له: خيبر، وهو أخو يثرب الذي سمّيت باسمه المدينة، وفي كلام بعضهم: خيبر بلسان اليهود الحصين، ومن ثمّ قيل لها: خيابر؛ لاشتمالها على الحصون، وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع، ونخل كثير، بينها وبين المدينة الشريفة ثمانية برد، والبريد: أربعة فراسخ، وكل فرسخ ثلاثة أميال.

يقول الفقير: وكل ميلين ساعة واحدة بالساعات النجومية؛ لأنّه عدّ من المدينة إلى قباء ميلان، وهي ساعة واحدة، فتكون الثمانية البرد ثماني وأربعين ساعة بتلك الساعات.

ولمّا رجع - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية .. أقام بالمدينة شهرًا؛ أي: بقية ذى الحجة وبعض المحرم من سنة سبع، ثمّ خرج إلى خيبر، وقد استنفر من حوله ممن شهد الحديبية يغزون معه، وجاء المخلفون عنه في غزوة الحديبية ليخرجوا معه رجاء الغنيمة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تخرجوا معي إلا راغبين في الجهاد، أما الغنيمة فلا"؛ أي: لا تعطون منها شيئًا، ثمّ أمر مناديًا ينادي بذلك، فنادى به، وأمر أيضًا أنه


(١) السندرة: مكيال واسع وكيلهم بها قتلهم قتلا واسعًا ذريعًا، اهـ.