في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض؛ أي: بل الله يمنّ عليكم بهدايته إيّاكم للإيمان. {إن} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ} فعل ماض ناقص في محل الجزم بـ {إن} الشرطية، على كونه فعل شرط لها، {صَادِقِينَ}: خبر {كان} وجواب {إِن} الشرطية: محذوف يدل عليه ما قبلها؛ أي: إن كنتم صادقين .. فهو المانُّ عليكم، وجملة {إن} الشرطية. مستأنفة. {إِنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه، وجملة {يَعْلَمُ}: خبره، وجملة {إن}: مستأنفة. {غَيْبَ السَّمَاوَاتِ}: مفعول به ومضاف إليه. {وَالْأَرْضِ}: معطوف على {السَّمَاوَاتِ {وَاللَّهُ}: مبتدأ. {بَصِيرٌ}: خبره، والجملة الابتدائية: معطوفة على جملة {إن}. {بِمَا}: جار ومجرور متعلق بـ {بَصِيرٌ}. ويحتمل كون {ما}: موصولة أو مصدرية، وجملة {تَعْمَلُونَ}: صلة لـ {ما} الموصولة، والعائد: محذوف؛ أي: بالذي تعملونه، أو صلة لـ {ما} المصدرية، أي: بعملكم، والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{لَا تُقَدِّمُوا}؛ أي: لا تتقدموا، من قولهم: مقدمة الجيش لمن تقدم منهم، قال أبو عبيدة: العرب تقول: لا تقدم بين يدي الإِمام، وبين يدي الأب؛ أي: لا تعجل بالأمر دونه، وقيل: إنّ المراد: لا تقولوا بخلاف الكتاب والسنة، ورُجّح هذا.
{لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}؛ أي: إذا كلمتموه، ونطق ونطقتم فلا تبلغوا بأصواتكم وراء الحد الذي يبلغه بصوته، والصوت: هو الهواء المنضغط عن قرع جسمين، فإن الهواء الخارج من داخل الإنسان إن خرج بدفع الطبع يسمى نفسًا، بفتح الفاء، وإن خرج بالإرادة، وعرض له تموج بتصادم الجسمين يسمى صوتًا، والصوت الاختياري الذي يكون للإنسان ضربان: ضرب باليد: كصوت العود، وما يجري مجراه، وضرب بالفم، فالذي بالفم ضربان: نطق وغيره، فغير النطق كصوت الناي، والنطق إما مفرد من الكلام، وإما مركب، كأحد الأنواع الثلاثة من الكلام.