{إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} وأمر الله: هو الصلح؛ لأنّه مأمور به في قوله:{وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}. {فَاءَتْ} أصله: فيأ بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} من الصلاح، والصلاح: الحصول على الحالة المستقيمة النافعة، والإصلاح: جعل الشيء على تلك الحالة.
{بِالْعَدْلِ}؛ أي: بإزالة آثار القتال بضمان المتلفات، بحيث يكون الحكم عادلًا، حتى لا يؤدي النزاع إلى الاقتتال مرة أخرى. {وَأَقْسِطُوا}؛ أي: واعدلوا في كل شأن من شؤونكم، وأصل الإقساط: إزالة القسي بالفتح: وهو الجور، والقاسط: الجائر، كما قال {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥)}.
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} والإخوة في النسب، والإخوان في الصداقة، واحدهم أخ، وقد جعلت الأخوة في الدين كالأخوة في النسب، وكأنَّ الإِسلام أب لهم، كما قال قائلهم:
وأصل الأخ: المشارك لآخر في الولادة من الطرفين، أو من أحدهما أو من الرضاع.
{لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ} السخرية: الاحتقار، وذكر العيوب والنقائص على وجه يضحك منه، يقال: سخر به، وسخر منه، ضحك به، ومنه، وهزىء به ومنه، والاسم: السخرية، والسخري بالضم والكسر، وقد تكون بالمحاكاة بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالضحك على كلام المسخور منه إذا غلط فيه، أو على صنعته، أو على قبح صورته، والقوم شاع إطلاقه على الرجال دون النساء، كما في الآية، وقول زهير: