قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "النساء لحم على وضم، إلا ما ذبّ عنه الذابّون" والذابّون: هم الرجال، وهو في الأصل جمع قائم كصوم وزور، جمع صائم وزائر، وسمع تسميته بالمصدر عن بعض العرب: إذا أكلت طعامًا أحببت نومًا، وأبغضت قومًا؛ أي: قيامًا، وقال بعضهم: القوم: الجماعة من الناس، والجمع أقوام وأقاوم وأقائم وأقاويم، وقوم الرجل: أقرباؤه الذين يجتمعون معه في جدٍّ واحد.
{عَسَى أَنْ يَكُونُوا} أصله: يكْونون بوزن يفعلون، نقلت حركة الواو إلى الكاف فسكنت بعد ضمّ، فصارت حرف مدّ، ثم حذفت نون الرفع لدخول أداة النصب.
{وَلَا نِسَاءٌ} اسم جمع لامرأة من النسوة بالفتح: وهو الضعف، الهمزة فيه مبدلة من واوٍ لظهورها في نسوة.
{عَسَى أَنْ يَكُنَّ} أصله: يكْونن بوزن يفعلن، النون الأولى لام الفعل، الثانية نون النسوة، أُدغمت النون الساكنة في المتحركة، ثم نقلت حركة الواو إلى الكاف قبله فسكنت الواو، فالتقى ساكنان: الواو والنون المدغمة، فحذفت الواو لذلك، فوزنه يفلن.
{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}؛ أي: لا يعب بعضكم بعضًا بقول أو إشارة باليد أو بالعين أو نحوهما، والمؤمنون كنفس واحدة، فمتى عاب المؤمن المؤمن .. فكأنما عاب نفسه، من اللمز: وهو الطعن، والضرب باللسان، وفي "المصباح": لمزه لمزًا من باب ضرب: عابه، وقرأ بها السبعة، ومن باب قتل لغة.
{وَلَا تَنَابَزُوا} والتنابز: التعاير والتداعي بما يكرهه الشخص من الألقاب، من النبز بسكون الباء مصدر نبزه بمعنى لقبه، وأصل تنابزوا: تتنابزوا بتائين، حذفت إحداهما. وفي "السمين": التنابز تفاعل من النبز: وهو التداعي باللقب، والنزب مقلوب منه لقلة هذا وكثرة ذاك، ويقال: تنابزوا وتنازبوا: إذا دعا بعضهم بعضًا بلقب سوء. اهـ.