للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن حارثة بن وهب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلّ جواظ جعظري مستكبر". متفق عليه. العتل: الفظ الغليظ الشديد في الخصومة، الذي لا ينقاد لخير، والجواظ: الفاجر المختال في مشيته، وقيل: هو القصير البطين، والجعظري: الفظ الغليظ، وقيل: هو الذي يتمدح بما ليس فيه أو عنده.

وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها النساء". متفق عليه. الجَد - بالفتح -: الحظ والغنى وكثرة المال. {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ}؛ أي: والله يعطي من يشاء من عباده في الدنيا من مؤمن أو كافر، أو في الآخرة لمؤمن رزقًا واسعًا {بِغَيْرِ حِسَابٍ}؛ أي: رزقًا لا حساب فيه، ولا عد ولا ضبط لكثرته، فلا يضبطه عد، ولا كيل، ولا وزن من غير تكلف من المرزوق، ومن حيث لا يحتسب، وقد أغنى الله المؤمنين بما أفاض عليهم من أموال صناديد قريش، ورؤساء اليهود حتى ملكوا كنوز كسرى وقيصر، ولكن البسط في الدنيا لا يخلو: إما من الاستدراج، أو من الابتلاء.

الإعراب

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

{وَمِنَ} الواو: استئنافية، {من الناس}: جار ومجرور خبر مقدم {مَن}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة في محل الرفع مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة. {يُعْجِبُكَ}: فعل ومفعول. {قَوْلُهُ}: فاعل ومضاف إليه، والجملة صلة لـ {من} أو صفة لها، والعائد أو الرابط الضمير في {قَوْلُهُ}. {الْحَيَاةِ}: جار ومجرور متعلق بـ {يُعْجِبُكَ}، أو بـ {القول}. {الدُّنْيَا}: صفة لـ {الْحَيَاةِ}.

{وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}.