ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} أصله: عن اليمين قعيد، وعن الشمال قعيد، فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه.
ومنها: الطباق بين اليمين والشمال، وهو من المحسنات البديعية.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} حيث استعار لفظ السكرة للهول والشدة التي يلقاها المحتضر عند وفاته، بجامع إذهاب العقل في كلٍ، وإنما لم يجعل الموت استعارة بالكناية، ثمّ إثبات السكرة له، تخييلًا؛ لأنّ المقام أدعى للاستعارة التحقيقية. كذا في "روح البيان".
ومنها: التعبير عن وقوعها بالماضي، إيذانًا بتحقّقها، وغاية اقترابها، حتى كأنه قد أتت وحضرت، كما قيل: قد أتاكم الجيش؛ أي: قرب إتيانه.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} حيث استعار الغفلة للجهالة بجامع مَنْع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} حيث استعار الغطاء للغفلة عن أمور المعاد؛ لأنّ الغطاء حقيقة في كل ما يجعل فوق الشيء من لباس ونحوه، فاستعاره للغفلة والجهالة بجامع الستر في كلٍّ.
ومنها: توافق الفواصل والسجع اللطيف غير المتكلّف به، مثل:{ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ}، {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١)}، {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} وهو من المحسنات البديعية لما فيه من جميل الوقع على السمع.