بالكسرة، أو للفاصلة، أو اتباعًا للرسم، وهو مضاف، وياء المتكلم المحذوفة: في محل الجر مضاف إليه، مبني على السكون.
التصريف ومفردات اللغة
{وَأُزْلِفَتِ}؛ أي: قربت، وأدنيت الجنة، تقول: أزلفه: قرّبه، وأزلف الأشياء: جمعها، وأزلف الدليل القوم: حملهم على التقدم، وأزعجهم مزلفة بعد مزلفة؛ أي: مرحلة بعد مرحلة.
{غَيْرَ بَعِيدٍ}؛ أي: في مكان غير بعيد منهم، بل هو بمرأى منهم، بحيث ينظرون إليها قبل دخولها، فيكون انتصابه على الظرفية كما مرّ.
{هَذَا مَا تُوعَدُونَ}؛ أي: هذا هو الثواب الذي وعدتم به على ألسنة الرسل.
{لِكُلِّ أَوَّابٍ} الأوَّاب: الرجَّاع الذي يرجع عن المعصية إلى الطاعة، وفي "المفردات": الأوّاب كالتوّاب، وهو الراجع إلى الله بترك المعاصي، وفعل الخيرات ومنه قيل للتوبة: أوبة، والفرق بين الأوب والرجوع: أنَّ الأوب ضرب من الرجوع، وذلك أنه لا يقال: إلا في الحيوان الذي له إرادة وقصد، والرجوع يقال فيه وفي غيره، آب أوبًا وإيابًا ومآبًا، والمآب مصدر منه، واسم المكان والزمان.
{حَفِيظٍ}؛ أي: حافظ لحدود الله، وشرائعه، وقال المحاسبي: الأوّاب: الراجع بقلبه إلى ربه، والحفيظ: الحافظ قلبه في رجوعه إليه أن لا يرجع منه إلى أحد سواه، كما مرّ بسطه.
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ} الخشية: خوف يشوبه تعظيم، وفي "عين المعاني": الخشية: انزعاج القلب عند ذكر السيئة وموجبها، وقال الواسطي: الخشية: أرق من الخوف؛ لأنّ الخوف للعامّة من العقوبة، والخشية من نيران الله في الطبع، كما مرّ.
{بِالْغَيْبِ}؛ أي: خاف عقاب ربّه، وهو غائب عن الأعين حين لا يراه أحد.