{قَلْبٌ}؛ أي: لبٌّ يعي به. {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}؛ أي: أصغى إلى ما يتلى عليه من الوحي. {وَهُوَ شَهِيدٌ}؛ أي: حاضر، فهو من الشهود بمعنى الحضور، والمراد به: الفطن، إذ غيره كأنه غائب.
{مِنْ لُغُوبٍ} قال الراغب: اللغوب: التبع والنصب، يقال: أتانا ساعيًا لاغبًا خائفًا تعبًا، وفي "القاموس": لغب لغبًا ولغوبًا، كمنع وسمع وكرم: أعيى أشد الإعياء، وفي "المختار": اللغوب بضمتين: التعب والإعياء، وبابه دخل، ولغب بالكسر لغوبًا، لغة ضعيفة، وفي "المصباح": أنّه من باب قتل.
{وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} بفتح الهمزة، جمع دبر بضمتين، من أدبرت الصلاة: إذا انقضت، وأدبار السجود: النوافل بعد المكتوبات، وقيل: الوتر بعد العشاء اهـ "بيضاوي".
{وَاسْتَمِعْ}؛ أي: لما أخبرك به من أهوال يوم القيامة، والسمع: إدراك المسموع بالإصغاء، والفرق بين المستمع والسامع: أنَّ المستمع: من كان قاصدًا للسماع مصغيًا إليه، والسامع: من اتفق سماعه من غير قصد إليه، فكل مستمع سامع من غير عكس.
{يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} وقف ابن كثير على {ينادي} بالياء، والباقون: بدونها، ووجه إثباتها: أنه لا مقتضى لحذفها، ووجه حذفها وقفًا، اتباعًا للرسم، والوقف محل تخفيف، وأما المنادي فأثبت ابن كثير أيضًا ياءه وصلًا ووقفًا، ونافع وأبو عمرو: بإثباتها وصلًا وحذفها وقفًا، وباقي السبعة بحذفها وصلًا ووقفًا، فمن أثبت فلأنّه الأصل، ومن حذف فلاتباع الرسم، ومن خص الوقف بالحذف، فلأنّه محل راحة ومحل تغيير، اهـ "سمين".
{مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ}؛ أي: بحيث لا يخفى الصوت على أحد. {الصَّيْحَةَ} وهي صيحة البعث التي هي النفخة الثانية، والصيحة والصياح: الصوت بأقصى